للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنَّها ثَمِلٌ يَمشي على رُودِ

وأمَّا في "رُوَيدَ زيدًا" فقد قالَ أبو سَعيدٍ السِّيرافي (١): رويدَ تَصغيرُ إروادًا، مَصدرِ (٢) أرْوَدَ، أي: أمهَلَ، وصَغَّروُه تَصغيرَ التَّرخيمِ، بِحذفِ الزَّوائِد، فَبقِي رُودَ كما قال (٣):

فإن تَهلَك فذلِكَ كان قَدري (٤)

قالَ الإِمامُ عبدُ القاهرِ الجُرجاني: يريد "تقديري" كقولهم: عَمرك اللهُ، والأصلُ تَعمركَ الله، من قَولهم: عَمّرتُكَ اللهَ أي سألتُ اللَّهَ أن يطيلَ عُمُرَك. [وتفسيرُ رُويدًا مَهلًا، وتَفسيرُ رُوَيدَكَ أمهِل، لأنَّ الكافَ إنما تُدخلُ بمعنى أفعل دونَ غَيره.

الشَّيخُ: ساروا رُويدًا هو حَالٌ عن السَّيرِ المقدّرِ، تَقديرُهُ: سارُوا السَّيرَ رُويدًا. وهذا تَفسيرُ سيبويهِ، ويَجوزُ أن يكونَ حالًا عن القَوم أي "مُروِدِينَ" أي ذَوي إروادٍ -انتهى كلامه-. قالَ السِّيرافي (٥) إذا لم يَجيء بالموصوف كانَ الاختيارُ أن يكونَ حالًا] (٦) لضعفِ الصِّفةِ، ويَجوزُ أن يكونَ صِفَةً قامَت


(١) شرح الكتاب: ٢/ ٥٢.
(٢) في (ب).
(٣) صدره:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه
من قطعة أوردها المفضل في المفضّليات: ٧١، وانظر شرحه للأنباري: ١٢٢، وشرحه للتبريزي: ١/ ٣٥٢، والنقائض: ١٠١٦ من أبيات قالها يزيد بن سنان من غيظ بن مرّه بن سعد بن ذبيان الغطفاني. شاعر جاهلي مشهور الذكر يلقب بـ "المقشعر" و"ذي الرقيبة"، وكنيته أبو ضمرة. وهو أخو هرم بن سنان ممدوح زهير قال هذه القصيدة بمناسبة قتله أبا عمرو ابن صخر القينيّ وكان ساهم "يوم ذات الرّمث". ترجمة الشاعر وأخباره في معجم الشعراء: ٤٨٣، والأغاني: ١٠/ ٤٣. والبيت في المخصص: ٩/ ٩٢، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٥٠، وشرح الأندلسي: ٢/ ١٢١.
(٤) في (أ) قدرك.
(٥) شرح الكتاب: ٢/ ٥٢.
(٦) من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>