للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقامَ المَوصوفِ، تَقولُ: "ضَعهُ رُويدًا" أي وَضعًا رُوَيدًا.

الشَّيخُ: لا فرقَ بينَ "رُوَيدًا زَيدًا" و"رُوَيدَ زَيدٍ" (١). المُبَرِّدُ (٢): هذا رَجُلٌ مدحَ رَجُلًا فقالَ المَمدوحُ للمادِحِ هذا القولَ. أي: لو أردتَ الدّراهمَ لأعطيتُكَ فَدَع الشّعر لا حاجةَ بكَ إليهِ. وعن أبي سعيدٍ السّيرافي: وقد يقالُ: إنّ سائِلًا سأل آخر أن يُنشِدَ شِعرًا، وكان إنشادُهُ عليه سَهلًا، فقالَ: لو أردتَ الدَّراهمَ التي إعطاؤها صَعبٌ لأعطيتُك، فَدَعِ الشِّعرِ الذي هو سَهلٌ تَقرُّبًا إلى مبادرتِه في قضاءِ حاجَتِهِ، و"ما" فيه مَزيدةٌ. وقوله: "وَضَعَه وضَعًا رُوَيدًا". هو بواو العطفِ والأمر قوله: رُويدًا أي عِلاجًا رُوَيدًا، بمعنى تُعالجُهُ.

قوله: "وسمع بعضُ العَرَبِ: رُوَيدَ نَفسِه" هو مبني للمَفعول ويقولُ محذوف، [نفسه مجرور] (٧) على أنَّه مضافُ إليه وإنَّما بُني رَوُيدًا لجَريِهِ مُجرى أمرِ المخاطبِ، وحُرّكَ تَفاديًا من التقاء السَّاكنين وبُني على الفَتحِ لأنَّه كان من حَقِّهِ أن يكونَ له هذه الحركة من قِبلِ العاملِ، والتَّنوين لأنَّ وقوعَه في الأصلِ موقعَ الأمرِ وقوعُ المَصادِرِ ذلك المَوقع إلّا أنّه لما لَزِمَهُ معنى الأمرِ أُجرِيَ مُجراهُ فَذَهَبَ عنه كونُ هذه الحركةِ من قِبَلِ العاملِ مع التَّنوينِ، وبَقِيَ لها نَفسُ الحَركةِ.

تخمير (٨): وتَلحقُ الكافُ للخطابِ فيقالُ: رُوَيدكَ زيدًا، ورُوَيدَكُما زَيدًا، ورُوَيدكُم زيدًا، ورُوَيدك زيدًا ورُوَيدكما زَيدًا، ورُوَيدكُنَّ زَيدًا حكمُ


(١) الكتاب ١/ ١٢٣.
(٢) شرح الكتاب ٢/ ٥٢.
(٣) في (ب) سير.
(٤) في (ب).
(٥) المقتضب: ٣/ ٢٠٨.
(٦) شرح الكتاب: ٢/ ٥٢، ٥٣.
(٧) في (أ).
(٨) نقل الأندلسي في شرحه: ٢/ ١٢٢ شرح هذه الفقرة بالمعنى لا باللّفظ وقد نسب ذلك إلى الخوارزمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>