للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

همزَتِهِ ولامه، ومن قالَ لا أهلُمَّ فقد حَرَّفَ يَعني بِحَرَّفَ بِضَمِّ (١) الهمزةِ وفتحِ الهاءِ وكَسرِ اللّامِ، وإنّما بُني لأنَّه في الأصلِ لم يَكُن (٢) مقترنًا به حرفُ التَّنبيهِ على ما هو المذهب البَصريّ، وأهلُمّ (٣) مقترنًا به حرف الحَثِّ والزَّجرِ كما هو المَذهبُ الكُوفي (٤) ثم حُذِفَ منها الألفُ، والأوّل أليقُ بمعنى المُتَعَدّيةِ (٥)، والثَّاني بغيرِ المُتَعَدّيةِ (٦).

قالَ جارُ الله: "فصلٌ؛ "ها" بمعنى خُذ وتَلحق الكافُ فيقالُ: هَاكَ فَيصرَّفُ مع المخاطبِ في أحواله، وتُوضَع الهَمزةُ موضِعَ الكافِ فيقالُ: هاءِ، وتُصرَّفُ تَصريفَهما ويُجمعُ بينهما فَيُقالُ: ها آك بإقرارِ الهَمزةِ على الفَتح، وتَصريفِ الكافِ، ومنهم من يَقولُ "هَاءِ" كَرامِ، وتصرَّفُ تَصريفَه، ومنهم مَن يقولُ "هَأ" بوزنِ هَبْ وتُصَرّف تصريفه".

قال المشرّح: لم تُوضع الهَمزةُ موضعَ كافِ الخِطابِ (٦) إلا في هاءِ وَحدها ومَن قالَ: هأك فقد جَمَعَ بين البَدَلِ والمُبدَلِ. ونظيرُه يا أبتا يا أمَّتا، بِمعنى المضاف إلى ياءِ المُتَكَلّمِ.

قالَ جارُ الله: "فَصلٌ؛ حيَّهل مرَّكبٌ من حَيَّ وهَل، مبنيٌ على الفَتحِ، ويقالُ: حَيَّ هَلًا بالتَّنوين، وحيَّهلَا بالألفِ ذَكَرَ هذه اللّغات سيبويهِ (٧) وزاد


(١) في (ب) فقط.
(٢) في (أ) فقط.
(٣) في (ب) وألم.
(٤) لم يذكر هذه المسألة ابن الأنباري في الإِنصاف، واستدركها عليه ابن أياز البغدادي: ٦٨١ هـ في كتابه: "الإِسعاف المتمم للإِنصاف". انظر شرح الفصول لابن أياز: ١٩٣ وقال الفراء إنها مركبة من هل وأمّ وقد أجبت عن ردّ الفارسي عليه في "المسائل الخلافية"، كما أوردها صاحب كتاب "عرائس المحصّل في شرح المفصّل": ٢/ ٧٧ بالتفصيل. وانظر التعليق المختصر: ٢٨.
(٥) في (ب) التّعدية … وغير التّعدية.
(٦) في (أ) فقط.
(٧) الكتاب: ١/ ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>