للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنتُ إذا مُنيتُ بِخَصمِ سُوءٍ … دَلَفتُ له فأكوِيه وَقَاعِ"

قالَ المُشرِّحُ: أي يا حادَّة حُدِّيهِ والمعنى يا داهيةُ المانعة امنعيه عن مَصيره إلينا، يَؤخَّذن من الأُخذ بالضَّم، وهي: رُقية كالسِّحرِ أو خَزَرٌ يَعقِدنَها عَقد السّحر. الهَصرُ هو الكَسر والإِمالةُ (١) ومه أسدٌ هصورٌ لكسرِهِ الفرائِسَ، "كرارِ" خَرَزَةٌ تُؤخَّذ بها نساءُ الأعراب. "الكرُّ" يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى وكُرّيه من المتَعَدّى، فشَّ الزِّقَّ إذا أخرجَ ما فيه من الرِّيح وفي المَثَلِ (٢): "لأَفُشَّنَّك فشَّ الوَطَبِ" والمعنى: يا داهِيَة أخرجي منه ريحَ الكبرِ. قَطاطِ: بمعنى حَسْبِي، أي أطلُبُ إمهالهم، والثَّاني إلى أن قَتلتهم. مَعنى المثل: استمري على الصَّم (٣) يا صمامِ، أي: كُوني شديدةً، وأصلُها من الحَيَّةِ الصّمّاءِ وهي التي لا تجيءُ بالرُّقى فكأنَّها تَصِمُّ عنها. والجاعرتان: مَضرِبا الفَرَس بذنبِهِ على فَخِذَيهِ، من الجَعرِ وهو النَجوُ، دَلَثَ ودَلَفَ متقارِبان. هذا البيتُ لعوفِ بن الأخوَصِ (٤):

أولئِكَ إخوَتي وخِيارُ رهطي … بِهِم نُهضي حَسبتُ أو امتِنَاعِي

ومَعنى البيت على حَسَبِ مَعنى الأوّل: أي أَهزِمُه، وعلى حَسب معنى الثَّاني أضرِب قَونَسَهُ.

قالَ جارُ اللَّه: "والمَعدولةُ عن فاعلةٍ في الأعلامِ كَحَذامِ، وَقَطامِ


(١) في (أ) والإِصالة.
(٢)
(٣) في (أ) الضّيم.
(٤) هو عوف بن الأخوص، واسمه ربيعة بن جعفر بن كلاب بن عامر بن صعصعة، يكنى أبا يزيد شاعر جاهلي شهد يوم الفجار. أدرك الإِسلام وفي إسلامه خلاف اختار له المفضّل. وترجمته في شرح المفضّليات لابن الأنباري: ١/ ٣، واللآلي لأبي عبيد البكري: ٣٧٧، ومعجم الشعراء ١٢٣.
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ٦٥، والمنخل: ١٠٢، والخوارزمي: ٦٥، وزين العرب: ٣٤، وابن يعيش: ٤/ ٥٩، والأندلسي: ٢/ ١٢٨، وعرائس المحصل: ٢/ ٨٥، وانظر النوادر: ١٥١، والمخصص: ٦/ ١٦٥، ١٧/ ٦٩، وكتاب فعال: ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>