للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغَلابِ، وبَهانِ، لِنِسوةٍ، وسَجاحِ للمُتَنَبِيَّةِ، وكَسابِ وخَطافِ لكلبتين (١) وقَتامِ وجَعارِ وفَشاحِ للضَّبُعِ، وحَصانِ وسَكاب لفرسينِ، وعَرارِ لبقرةٍ يُقالُ: "باءَت عرارِ بكَحْلٍ"، وظَفارِ للبلدِ الّذي ينسبَ اليه الجزع، ومنها قولهم: "مَن دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ"، وملاع وَمناعِ لهَضبَتَينِ وَوبارِ وشَرافِ لأرضين، ولَصافِ لِجَبَلٍ وبَرَاحِ للشَّمسِ.

قالَ المُشرّحُ: حَذامِ: من الحَذمِ، وهو القَطعُ، كما أنَّ قطَامِ من القَطمِ وهو القَصُّ. الذي نسألُ عنه في هذا الباب هو قول (٢) الشّيخ في الكَلام المتقدِّم: المَعدولةُ عن الصّفةِ كقولهم في النّداءِ: يا فَساقِ، وقولِه ها هنا: المعدولةُ عن فاعلةٍ في الأعلام كحَذامِ وقَطام، كيفَ لم تُقلب والمَعدولةُ عن فاعلةٍ في الصِّفة والأعلام؟ والجَوَابُ أنَّ الَمَعدولَة عن الصِّفةِ لَيست بِمَعدولةٍ عن فاعِلةٍ على سَبيل الثَّبات بدَليلِ يا رَطابِ: ألا تَرى أنَّ رَطابِ غَيرُ مَعدولةٍ عن راطِبَةٍ، بَل عن رَطْبَةٍ سَجَاحِ (٣): امرأةٌ من بَني يَربوع، تَنَبّأت، وهي امرأةُ مُسيلَمةَ الكَذَّاب، واشتقاقها من قولهم مِشيَةٌ سُجُح أي سَهلةٌ. كَسابِ: من الكَسب، كما أنَّ خَطَافِ من الخَطْفِ. سُمي الضَّبُعُ بِجَعَارِ لِتَلَطُّخِها بِجُعرِها فكأنّها تَجمعه، وبقَثامِ من قَثَمَ، وأقثَم بمعنى جَمَعَ واجتَمَعَ، ومن ثَمَّ سُمّيت جَعارِ، وفي المَثَلِ (٤) "رُوغِي جَعَارِ وانظُري أينَ


(١) ساقط من (ب).
(٢) نقل الأندلسي في شرحه: ٢/ ١٢٨ شرح هذه الفقرة.
(٣) انظر كتاب "فَعَالِ" للإِمام الصّغاني: ١٧ وسَجاح: هي بنت الحارث بنُ سويدٍ بن عُقفان اليَربوعيّة التّميميّة. ادّعت النّبوة بعد وفاة النّبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت تجد المساعدة والمناصرة من أخوالها بني تغلب فاجتمعت عليها جُموع من بني رَبيعة وتَميم، وقَصدت اليمامة، فتلقاها مسيلمة الكذاب، ثم تفاوضا وتزوجها مسيلمة، ثم أسلمت سجاح بعد مقتل مسيلمة وحَسُنَ إسلامُها، وأقامت بالبصرة. انظر أخبارها في تاريخ الطبري: ٣/ ٢٣٧، والأغاني: ١٨/ ١٦٥، والكامل: ٢/ ١٣٥.
(٤) انظر جمهرة الأمثال: ١/ ٤٨٨، ومجمع الأمثال: ١/ ٢٨٩، والمستقصى للزمخشري: ٢/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>