للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُتَضَمِّنةٌ أيضًا (١) لمعنَى لام التَّعريف، لأنَّها في الأصلِ مَصدرٌ مَعرفَةٌ سُمِّي بِهِ، وبُني على الحَرَكَةِ ذَهاَبًا عن التقاءِ السّاكنين، وعلى الكَسرِ عندَ أهلِ الحِجَازِ لئلَّا يُتَوَهَّمَ أنَّها مُعرَبَةٌ، كما هو مَذهبُ بَنِي تَميمٍ.

تَخمير: فَعالِ بمعنى الأمر قياسٌ، وما كان منه مصدرًا فالقياس عَليه باطلٌ وأمَّا ما كان صِفَةً فإنه لا يُقاسُ عليه عندَ سيبويه إلَّا ما جاءَ في النِّداءِ خاصَّةً مثل قَولِهم: يا خَباثِ يا فساقِ.

قالَ جارُ الله: "فصلٌ؛ هيهاتُ بفتح التاءِ لغةُ أهل الحجازِ، وبكسرها لغةُ أسَدٍ وتَميمٍ، ومن العَرَبِ من يضُمَّها وقَد قُرِئ بِهِن جميعًا، وقد تُنوَّنُ علىِ اللُّغاتِ الثَّلاثِ قال (٢):

تَذَكَّرتُ أيَّامًا مضينَ من الصِّبا … فَهيهاتَ هَيهاتٍ إلينا رُجوعَهَا

وقد رُوي:

هَيهاتُ من مَصبَحِها هَيهاتِ

بِضَمِّ الأوّلِ وكَسرِ الثَّاني، ومنهم مَن يحذِفُها، ومِنهم مَن يُسَكِّنُها، ومنهم مَن يَجعَلُها نُونًا، وقَد تُبدَلُ هاؤُها هَمزةً، ومنهم من يَقولُ: إيهات (٣) وإيهان وإيهًا وقالوا: إنّ المَفتوحةَ مفرَدةٌ وتاؤُها للتأنيثِ مثلها في غُرفَةٍ مُظلِمةٍ، ولذلك يَقلبُها الواقفُ هاءً فيقول: هيهاه، وألفُها عن ياءٍ لأنَّ أصلَها هَيهيَةٍ، من المضاعف كزَلزَلَةٍ، وأمّا المَكسورةُ فجمعُ المَفتوحَةِ وأصلها هَيهاتْ بحَذفِ اللَّامِ والوَقفِ عليها بالتّاءِ كمسلماتِ".

قالَ المُشَرِّحُ: الأغلبُ على الأصواتِ الأمرُ والنّهيُ إلَّا شتَّانَ وهَيهات


(١) في (ب) فإنها أيضًا متضمنة.
(٢) لم أعثر على قائل هذا البيت. انظر توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٦٧، والمنخّل: ١٠٣، والخوارزمي: ٦٦، وزين العرب: ٣٥، وشرح ابن يعيش: ٤/ ٦٥، والأندلسي ٢/ ١٣١، وعرائس المحصل: ٢/ ٩٠. وهو من شواهد الكتاب: ١/ ٣٥٥، والمقتضب: ٤/ ٣٦١ وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٢٥، والأشموني: ٢/ ١٨، وخزانة الأدب: ٢/ ٨٨.
(٣) في (ب) إيهاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>