للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وأيانَ" بمعنى "مَتى" إذا استفهم بها.

قالَ المُشرِحُ: قُرِئَ: [{أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} (١) بكسرِ الهمزة وهي لُغةٌ في أيَّان بفتحها. ابنُ جنّي: وينبَغي أن تكونَ أيَّان من لفظة (أيّ) لا من لَفظةِ (أين) لأمرين: أحدُهما: أنَّ أينَ مكانٌ وأيَّانَ زمانٌ، والآخرُ لَهُ فَعَالٌ في الأسماءِ مع كَثرةِ فَعَلانٍ، فَلَو سَمَّيتَ رَجُلًا بأيَّانَ لم تَعْرِفه فإنه كَسَعدان ومَروان] (٢). وأيَّان أصلُه "أيُّ أوانٍ" فحذفَت الهمزةَ [وإحدى اليَاءَين] (٣) فَصارَ "أيوان"، ثم قُلِبت الواو ياءً [ثم أُدغمت الياءُ في الياءِ] (٤)، والفَرقُ بينَ مَتى وأين وأيَّان من وجهين: أحدُهما: كثرةُ استعمالِ مَتى لخِفَّتِهِ حتى صار أظهرَ من أيَّانَ فَصَلُحَ أن يفسَّرَ أيَّانَ بمتى، ولا يَنعَكِسُ.

والآخرُ: أنَّ في "أيَّانَ" تَفخِيمَ الشَّأنِ لأنَّها تُستَعمَلُ في مواطِن التَّفخِيمِ كقولِهِ تَعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}.

قالَ جارُ اللهِ: "ولَمَّا في قولِكَ: لَمَّا جئتُ جئتَ بمعنى حِين".

قالَ المشرِّحُ: قالَ سيبَويه: وأمَّا لمَّا [فهي للأمر] (٥) الذي وَقَعَ لِوُقُوعِ غيرِه. قالَ ابنُ السَّراجِ ويكونُ ظرفًا.

قالَ جارُ الله: "وأمسِ وهي مضمّنةٌ (٦) معنى لام التَّعريفِ مبنيةٌ على الكَسرِ عند الحِجَازِيين وبنو تَميمٍ يَمنَعونَها الصَّرف فيقولون: ذَهَبَ أمسَ بما فيه وما رأيتُه مذ أمسَ، قالَ (٧):


(١) سورة القيامة: آية: ٦.
(٢) في (أ).
(٣) في (أ) وأقيم الياء.
(٤) في (ب).
(٥) في (أ)، (ب) ورد هكذا: أمّا لمّا مدى اللام والتصحيح من كتاب سيبويه: ٢/ ٣١٢.
(٦) في (ب) فقط متضمنة.
(٧) هذا الرجز لم ينسب إلى قائل، قال ابن المستوفي في شرحه: ٨٣: ووجدت هذه الأبيات في =

<<  <  ج: ص:  >  >>