للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِقِدَمِهِ، شبَّه الخصيَة بالجِراب الخَلَقِ للغُضُون التي فِيهِ.

قالَ جارُ الله: "وتَسقُطُ نونُه بالإِضافةِ كقولِكَ: غُلاما زَيدٍ، وثَوبي عَمرو، وألفه لملاقَاة ساكنٍ كقولِكَ: التَقَت حَلقَتا البِطانِ".

قالَ المُشَرّحُ: إنّما تَسقُطُ النُّون عندَ الإِضافةِ لما ذَكرنا من ارتفاعِ الفُرجَةِ بالإِضافةِ. التقاء السَّاكِنين في غيرِ حَدِّه لا يجوزُ، وحدُّهُ أن يكونَ الأوَّلُ حَرفَ مَدٍّ، والثَّاني مُدغمًا، والتقاءُ السَّاكِنَين ها هُنا لا على حَدِّهِ، ولذلِكَ (١) تسقُطُ. التقاء (٢) حَلقَتي البِطان مَثَلٌ في شِدَّةِ الأمرِ، لأنَّه إنّما تَلتَقي حَلَقَتاهُ إذا شُدَّ البِطانِ شَدًّا.

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ؛ ولا يَخلو المَنقوصُ من أن تكونَ ألِفُه ثالِثَةً أو فوقَ ذلِكَ، فإن كانت ثالِثةً وعُرِفَ لها أصلٌ في الواوِ والياءِ رُدَّت إليهِ في التَّثنيةِ كقولِكَ قَفَوانِ وعَصَوان وفَتَيان وَرَحَيانِ، فإن جُهِلَ أصلُها نُظِرَ فإن أُمِيلَتْ قُلِبَت ياءً كقولِكَ مَتَيانِ وبَلَيانِ في مُسَمَّيَينِ بِمَتى وبَلى، وإلّا قُلِبَت واوًا كقولِك لَدَوان وإلوانِ في مُسَمَّيَينِ بِلَدَى وإلَى، وإن كانَت فوقَ الثَّلاثة لم تُقلَب إلَّا ياءً كقولِهِم أعشيان وملهيان وجَليان وحُباريان".

قالَ المُشرِّحُ: الألفُ المقصورةُ إذا وَقَعَت ثالثةً في آخرِ الاسمِ، وعُرفَ لَها أصلٌ فإنّها (٣) تُقلَبُ (٤) إليه في التَّثنِيَةِ، وذلِكَ لأنَّه لا يُمكِنُ عندَ التَّثنِيَة إبقاؤُها على حالِهَا، ورَدُّها إلى أصلِها أولى من رَدّها إلى غَيرِهِ، وإن جُهِلَ أصلُها. وهي مِمَّا (٥) تُمالُ قُلِبَت إلى الياءِ، لأنَّها ياءٌ لانتفاءِ سائرِ أسبابِ الإِمالةِ، كقولِكَ متَيان وبَليان في مُسميين بِمَتى وبَلى، وإلّا قُلِبَت واوًا نحو لَدَوانِ وإلَوَانِ.


(١) في (ب) فلذلك.
(٢) في (أ) ولذلك وردت في (ب) حلقتا لأنه ابتداء.
(٣) في (أ).
(٤) في (ب) فقلبت.
(٥) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>