للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذَهُ من رَعْيِ العَوسَجِ دَاءٌ. فإن سألتَ: ما ذكرت من الدَّليلِ إن دَلَّ على أنَّ الواوَ في كَوكبٍ مَزيدَةٌ فها هُنا ما يَدُلُّ على أنَّها أصلٌ؟ وذلِكَ لأنَّها لو كانَت مَزيدةً للزِمَ أن تكونَ فاءُ الكَلِمَةِ وعَينُها من جِنسٍ وذَلِكَ مما لا يُحمَلُ عليه إلّا لِدَليلٍ؟! أجبتُ: ما ذَكرتَ من الدَّليلِ وإن دَلَّ على أنَّ الواوَ في كَوكَبٍ أصلٌ، فها هُنا ما يَدُلُّ على أنَّها زِيادةٌ، وذلِكَ أنَّ العَين في الرُّباعي إذا كانت واوًا فلا بُدّ (١) من أن تكونَ اللّامُ الأخيرةُ أيضًا واوًا وذلك نحوَ: دَأدَأة، لبعضِ أراجيحِ الصِّبيانِ، وشَوشأة: للسَّريعةِ، ألا تَرى أنَّ أصلَها دَودَوةٌ وشَوشَوةٌ (٢). فلمّا لم تَكُن اللّامُ الأخيرةُ في كَوكبٍ واوًا دَلَّ ذلك على أنَّها مَزيدَةٌ. وينضُبُ (٣): شَجَر يُتَّخَذُ منه السّهامُ والنّبعُ شَجَرٌ يتخذُ منه القِسِيّ الدّعسُ هو الطعنُ، والمدعسُ هو الرّمحُ يُدعسُ به، المُداعَسَةُ المُطاعَنَةُ فإن سألتَ: ما الدَّليلُ على أنَّ الزِّيادَةَ في مثلِ هذه الأمثلةِ ليست للإِلحاقِ؟ أجبتُ: أمَّا في نَحو أجدَلٍ ومَدعِسٍ فلجَرَيانِ الإِدغامِ، وأمّا نَحوِ يَنضُب فلأنّه ليسَ في الكلامِ فَعلَل.

قالَ جارُ اللهِ: "وتُلحَقُ بآخِرِه التَّاءُ إذا كانَ أعجَميًّا أو منسوبًا كحوارِثَة وأشاعِثة".

قال المشرّحُ: أما في الأعجمي فلأنَّه تكثر التاء (٤) في الأسماءِ الأعجميَّة نَحو تَازه (٥) ونَزَه، ومَوزَة فَتُزاد للجَمع بَينهما على العُجمَةِ، وأمَّا في المَنسوب فلأنَّ بينَ تاءِ التَّأنيثِ وياءِ النَّسب مشابَهَةً، وهذا لأنَّ تاءَ التَّأنيث كما تَكونُ فارقةً بينَ المُفردِ والجِنسِ وذلِكَ في نَحو تَمرٍ وَثَمرةٍ، فكذلِكَ النِّسبَةُ تكونُ فارقةً بينَ المُفرَد والجنسِ في زِنجِيّ وزِنْجٍ، وهِندي وهِنْدٍ ورُومِيّ


(١) في (ب).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) في (ب).
(٤) في (ب).
(٥) في (ب) نزه وتازه ..

<<  <  ج: ص:  >  >>