للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجارِيةٌ من بَنَاتِ المُلُو … كِ تُقَعقِعُ بالخَيلِ خَلخَالَهَا

كَكَرفِيَّةِ الغَيثِ ذات الضّبيـ … ـر تَأتي السَّحابَ وتأتى لَهَا

فَلَا مِزنَةٌ وَدَقَت وَدْقَهَا … ولا أرْضَ (أبقَلَ إبقَالَهَا)

تَقول: لَمَّا أغَرت عليهم هَرَبَت الجارِيَةُ تَعدُو فَسُمِعَ صَوتُ خَلخَالِها. بالخَيلِ أي: بإرسَالِ الخَيلِ. الكَرفِئَةُ السَّحابةُ المُتَرَاكِمَةُ، الضَّبيرُ: هو السَّحابُ الأبيضُ، وقيلَ: هو الّذي ضَبَرَ بَعضُهُ عليِ بَعْضٍ. تأتي السَّحابَ: أي تَجيئُهُ وتأتي لَها أي: يَصلُحُ السَّحاب بانِضمَامِها إليها. وَتأْتَأَلُ: مُفْتَعَلٌ من آل الشَّيءَ يؤُولُه إذا أصلَحَهُ وسَوَّاهُ. فالواوُ نَصَبَتْ "تَأتالَهَا" على الجَوارِ بالواوِ وشَبَّهَت عدوَها بِمَعنى السَّحاب فلا سَحَابَةَ مَطَرت مِثَل مَطَرِ هذه السَّحابة التي بِها شُبَّهَت الجارِيةُ ولا أرضًا أخَرَجَت بَقلًا مثلَ الأرضِ الّتي أصابَها مَطَرُ هذهِ السَّحابَة ومنهُم مَن يَروِيه (١):

أبقَلتَ إِبْقَالَهَا


= وبين أنّ الأندلسي أخذ كلام الخوارزمي ونسبه لنفسه. وأكد نسبته إلى عامر بن جوين، وأنّ الخوارزمي والأندلسي وقبلهما ابن السيرافي داخلوا أبيات عامر بأبيات الخنساء. ولم يفرقوا بينهما ونقل كلام الأسود الغدنجاني في فرحة الأديب الذي أشرت إلى طرف منه.
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٠٠، والمنخّل: ١٢٦، والخوارزمي: ٨٢ وزين العرب: ٤١ وشرح ابن يعيش: ٥/ ٩٤، والأندلسي: ٣/ ١٠، والبيت من أبيات الكتاب كما تقدم، وانظر شرح أبياته لعفيف الدين الكوفي: ٢٠٤، والخصائص: ٢/ ٤١١ والمحتسب: ٢/ ١١٢، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٥٨، ١٦١، والخزانة: ١/ ٢١، ٣/ ٣٣٠.
(١) انظر الرواية في إثبات المحصل: ١٠٠ نقلًا عن أبي جعفر النحاس شارح أبيات الكتاب وانظر شرح ابن السيرافي: ١/ ٥٦٠. وشرح مفردات الأبيات كله من شرح ابن السيرافي حرفًا حرفًا. علمًا بأن المؤلف لم يذكر ابن السيرافي ولا في موضع واحد. ويحتمل أنّ الخوارزمي لم ينقل عن شرح ابن السيرافي مباشرة بل نقل عن كتاب: "شرح أبيات الكتاب" للإِمام الزمخشري. وقد ذكر أبو جعفر اللبلي في "وشي الحلل في شرح أبيات الجمل": أن الزمخشري أخذ كتابه هذا من شرح أبيات الكتاب لابن السيرافي. وقد ذكر بعض الباحثين أنّ من كتاب الزمخشري نسخة في مكتبة أحمد الثالث باسطنبول، وأكّد أنها في (١١٢) ورقة. ولم أجده في فهارس المكتبة المذكورة، وقد بحثت عنه مرات في زياراتي إلى تركيا فلم أظفر بشيء فلعل اللَّه أن ييسر لي العثور عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>