للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكفاكَ -في هذا البابِ- التَّرخيمُ حُجَّةً.

قالَ جارُ اللهِ: "وقالَ الأخفشُ وسمعتُ من يقولُ: سُفيرجل مُتَحركًا، والتَّصغير والتَّكسيرُ من وادٍ واحدٍ".

قالَ المُشرِّحُ: قالَ الأخفشُ: الذي (١) يَدُلُّ على أنَّ التَّصغيرَ والتَّكسيرَ من وادٍ واحدٍ أنَّك لو كَسَّرتَ نحوَ سَفرجَلٍ لقُلتَ: سَفارِجٍ، وأمَّا سفاريجٌ فعلى التعويض ونظيرُها سُفيرج وسُفيريج. ولأنَّ حرفَ التَّكسيرِ فيه يَقَعُ ثالثًا. وقولُ الشَّيخِ -رَحِمهُ اللهُ (٢) - التَّصغيرُ والتَّكسيرُ من وادٍ واحدٍ ردٌّ لما سَمِعَهُ الأخفشُ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ وكلُّ اسمٍ على حَرفين فإنَّ التَّحقير يَرُدُّهُ إلى أصلِهِ حتَّى يَصيرَ إلى مثالِ فُعَيلٍ".

قالَ المُشرِّحُ: وذلك لِيَصيرَ الاسمُ على وزنٍ من أوزانِ التَّحقيرِ.

قالَ جارُ اللهِ: "وهو على ثَلاثةِ أضرُبٍ: ما حُذِفَ فاؤُه أو عَينُهُ أو لامُهُ تقولُ في عِدَةٍ وشِيَةٍ وكُلْ وخُذْ. اسمين -: وُعَيْدةٌ ووشَيَّةٌ وأُكَيلٌ وأُخَيذٌ. وفي مُذ وسَل -اسمين- وسَه: مُنيذٌ وسُؤيلٌ وَسُتَيْهةٌ، وفي دَم وشَفَةٍ وحِرٍ وفُلٍ وفَمٍ: دُمَيٌّ، وشُفيهةٌ وحُريحٌ، وفُلينٌ، وفُويهٌ".


(١) شرح الأندلسي: ٣/ ٣٤ نقلًا عن الخوارزمي. وزاد: قال في الحواشي: مشابهة التصغير التكسير أنّ حرف التكسير يقع ثالثًا كياء التصغير. قال ابن جنى: سألت أبا علي عن ردّ سيبويه كثيرًا من أحكام التحقير إلى أحكام التكسير نحو قولهم: سريحين كقولك سراحين، ولا تقول عثيمين، لأنك لا تقول عثامين، فقال إنما حمل التحقير في هذا على التكسير من حيث كان التكسير بعيدًا عن رتبة الآحاد فاعتد ما يعرض فيه الاعتداد بمعناه، والمحقر هو المكبر والتحقير فيه جار مجرى الصّفة فكأنه لم يحدث بالتحقير أمر يحمل عليه غيره كما حدث بالتكسير حكم يحمل عليه الأفراد، وإنما حمل التحقير على التكسير دون العكس لأن التغيير في التكسير أقوى تأثيرًا ..
(٢) جملة الدعاء في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>