كتاب التصحيف له، ثم أفرده بالتأليف عبدُ الغني بن سعيد؛ ولذا كان أَوَّلَ مَنْ صَنَّف فيه، وله فيه كتابان: أحدهما: في مشتبه الأسماء، والآخر: في مشتبه الأنساب، ثم شيخه الدارقطني … ».
لذا فقد خَصَّهُما الخطيب ﵀ دُون غَيرهما بالاستدراك والإكمال، وكذلك فعل ابنُ ماكولا رحمة الله على الجميع.
وكما مَرَّ آنفًا أنه وإن كان على نفس نهج الدارقطني في التصنيف فإنه أخصر منه فلا يطيل في الترجمة، ولا يكاد يسند فيها شيئًا إلا يسيرًا، وقد افتتح كتابه بقوله:«حدثنا أبو عمران موسى بن عيسى الحَنِيفي، قال: سمعت أبا إسحاق النَجِيْرَمِي إبراهيم بن عبد الله يقول: أولى الأشياء بالضبط أسماء الناس؛ لأنه شيءٌ لا يدخله القياس ولا قَبله شَيءٌ يَدُلُّ عليه، ولا بعده شيءٌ يدل عليه».
٦ - كتاب «مشتبه النسبة في الخط واختلافها في المعنى واللفظ». أيضًا لأبي محمد عبد الغني بن سعيد المصري الأزدي ٤٠٩ هـ. وهو كتاب أَخْصَر مِنْ سَابِقه، يقول أبو محمد في مقدمته:«أما بعد فإني لما صَنَّفتُ كِتابي في مُؤْتَلِف أسماء المحدثين ومُخْتَلِفِها نَظَرتُ إلى من يُنسب منهم إلى قبيلة أو بَلدة أو صَنعة قد يَقَع فيه مِنْ التصحيف والتحريف مثل ما يَقَع في الأسماء والكُنى والتي حَواها كتاب «المؤتلف والمختلف» الذي تقدم تَصْنِيفي إياه قبل هذا الكتاب وغَيره مِنْ مُصَنَّفَاتي، فاستخرت الله تعالى وأَلَّفتُ كتابًا في المنسوب منهم إلى قبيلة أو بَلدة أوصَنعة، يَشْتَبِه انْتِسَابُه في الخَطِّ، ويَفْتَرق في اللفظ والمَعنى على مَنْ ليس له بذلك عِلْم، ولا له به دُرْبَة … ».
وقد طُبِع الكتاب عدة طبعات، أشهرها تلك التي حققها الدكتور عُمَر عبد السلام تَدْمُري، عن دار المنتخب العربي ببيروت. سنة ١٤١٧ - ١٩٩٧ م