تراجم أبواب حَكَاها عن الشَيخَين وَهِم عَلَيهما، أو على أحدهما فيها، ورتبها على غير ما رَتَّبَاه؛ تَركًا للمضايقة، ولأن ذلك مما لا يَضُر طالبَ العِلم جَهْلُه، ولا يَنفعه اسْتِفَادتُه.
ويَعلمُ اللهُ تَعالى أن قَصْدِي فيه تَبصير المُسترشِد وإرشَاد الحَائر وتيسير الطرق على حافظي شَريعة الإسلام، وتَقريب البَعِيد على ناقلي سنن الأحكام، وهو بقدرته ولُطْفِه لا يُضِيع أَجرَ مَنْ أَحْسَن عَملًا، إنه جواد كريم رؤوف رحيم».
قلت: وقد وفى ابن ماكولا ﵀ بما شرطه على نفسه في المقدمة، غير أني أحب أن أسجل هنا ما خالجني من شعور حينما كان يشتد المصنف على شيخه الخطيب الذي وصفه في مقدمة الكتاب بأحسن الأوصاف، لكنه في أثناء الرد عليه وتوهيمه كان يغلظ له أحيانا كثيرة، والله يغفر لنا ولهم وينفعنا بعلومهم ويجمعنا بنبينا ﷺ في مستقر رحمته.
وقد روى المصنف في هذا الكتاب بسنده (٦١) خبرًا، في كثير منها يحذف أداة تحمله للخبر، إنما يبدأ بذكر شيخه مباشرة، وأظن ذلك منه طلبًا للاختصار، والله أعلم.
وها هنا مبحث مهم ذكره العلامة الشيخ الإمام المعلمي اليماني ﵀ في مقدمته لتحقيق كتاب «الإكمال» آثرت أن أنقله هنا لفائدته:
يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني ﵀ في مقدمة تحقيقه لكتاب الإكمال:
«الأمير والخطيب وهذا الفن: قد سبق أنّ الخطيب مِنْ شيوخ الأمير، ومِن الرواة عنه في الجملة، والنظر هنا فيما يتعلّق بكتاب «تهذيب مستمر الأوهام»، ففي «التذكرة»: «قال أبو الحسن محمد بن مرزوق: لمّا بلغ الخطيب أنّ ابنَ ماكولا أَخَذ عليه في كتابه «المؤتنف» وصَنَّف في ذلك تصنيفًا، وحَضَر عنده ابنُ ماكولا،