للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بماينافي ما قاله للخطيب، ولا مَجال لأن يكذب فورَّى بهذه الكلمة.

قال المعلمي: هذا بادي الرأي وَجِيه، لكن يرده أنّ في آخر «الإكمال» (نسخة دار الكتب) ما نصه: «قال الأمير أبو نصر هبة الله بن علي بن جعفر : فرغتُ من تصنيف هذا الكتاب يوم الاثنين ثالث شعبان من سنة سبع وستين وأربعمائة (٤٦٧)، وكان الابتداء بتصنيفه ليلة السبت الثاني من صفر سنة أربع وستين وأربعمائة (٤٦٤)، عَمِلت إلى بعض حَرف الحاء، ثم تشاغلت عنه مدة طويلة، ثم عدت فأكملته يوم الأحد سلخ شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة (٤٦٧)، وبدأت بكَتْب هذه النسخة في سنة سبع، ثم خرجت من بغداد، وقد بلغت إلى آخر العاشر منها، ثم عدت إلى تبييضه الثاني من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة (٤٧٠) وفرغت منها يوم الثلاثاء السادس عشر من شوال سنة سبعين وأربعمائة (٤٧٠)».

والخطيبُ توفي في سابع ذي الحجة سنة ثلاث وستين (٤٦٣)، وبين وفاته وشروع الأمير في تصنيف «الإكمال» على حسب ما ذكره أقل من شهرين، ولم ينص على تاريخ ابتدائه تصنيف كتابه الثاني «تهذيب مستمر الأوهام»، ولكن في آخره ما نصه: «قال الأمير أبو نصر ابن ماكولا : وهذا آخر ما وجدناه إلى آخِر صفر من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة (٤٧٢) مع تقسيم الفِكر، وتشعّث الخاطر بأهوال الزمان ونوائبه، وقِلة التَّنْقِير والتفتيش، ولعل الوقت يتسع فأعيد النظر مرة أخرى وأتقصَّى التفتيش، فإن وجدت شيئًا ألحقته بمكانه».

ويشهد لما ذكره الأمير أنّ الخطيب إنّما عاد إلى بغداد سنة اثنتين وستين (٤٦٢) كما في «التذكرة» (ص ١١٤٢) عن ابن السمعاني، وبين ذلك ووفاة الخطيب أقل من سنتين، ولا أرى هذه المدة تتسع لتحصيل الأمير نسخةً من كتاب الخطيب ثم نظره فيه ثم تعقبه له، وتأليفه كتابًا في ذلك يحضر إلى الخطيب وهو في كمه، ثم لا داعي للأمير بعد وفاة الخطيب إلى أن يصرح بما تقدم لو كان يعلم أنّه خلاف الواقع، وفي وسعه أن يبهم الأمر.

<<  <   >  >>