خَشيةَ أن يَغْتَر شَادٍ في هذا الفن بالطبعة القديمة، فيعتمد ما فيها.
وقد ذكرت التصحيفات والأخطاء في الرسم فقط، دون ذكر ما سقط، ودون ذكر ما أضافه المحقق وليس في المخطوط، وأكثر ذلك بينته في موضعه من الكتاب.
هذا وقد وَفَّقَني الله تعالى لتحقيق وطبع كتاب «المُؤْتَنِف تَكْمِلَةَ المؤتلف والمختلف» للخطيب البغدادي -قبل ثلاث سنوات-، وكان هو الكتاب الذي حَدَا بابن ماكولا على تَصنيف هذا الكتاب، وهو الذي حَدَاني أيضًا لِتحقيق كتاب ابن ماكولا الذي بين أيدينا، وذلك لالتصاقهما ببعضهما على ما سأُبَيِّنه في الفصل الذي يُعْنى بالتعريف بالكتاب.
ولما كنتُ أعمل في كتاب «المؤتنف»، كان «تهذيب مستمر الأوهام» المطبوع أحد مصادري المُهمة التي أعتمد عليها؛ فإن ابن ماكولا نَقَل عن كتاب «المؤتنف» للخطيب القدر الذي لا يُسْتَهان به، فكان لي كنسخة مساعدة.
وكنت أقف على أخطاء كثيرة أثناء عملي في «المؤتنف»، فألجأني ذلك إلى البحث عن مخطوطات الكتاب، وتَبَيَّن لي أن له أصلين خَطِّيَّين، اعتمد الشيخ سيد كسروي -حفظه الله- على أحدهما وهي النسخة المحفوظة بمكتبة «فيضُ الله أفندي»، وسيأتي وصفُها، والأُخرى النسخة المحفوظة بمكتبة «تشستربيتي» وهي أجودهما على ما سيأتي وصفُها.
وبعد مطالعتهما تبين لي أن المطبوعة لا تصلح للاعتماد عليها مطلقًا، ثم تَبَيَّن لي أن الأصل الذي اعتمده محقق المطبوعة -أعني نسخة فيض الله- هي الأخرى لا يمكن الاعتماد عليها البَتَّة، إلا أن تكون مساعدة لأخرى.
كما تَبين لي جَودة نسخة تشستربيتي، وأن الكتاب لابد أن يُحَقَّق مَرَّةً أخرى على هذه النسخة، وقد أعانني الله على ذلك، والحمد لله.
وبَيْنا أنا في أثناء العمل إذا بالخَرم الذي أشرت إليه آنفًا، والذي يُقَدَّر بزُهَاء خَمْسِين صَفحة من المخطوط، ما يُعَادل تسعين بابًا من أبواب الكتاب.