للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«١٢» فإن قيل: فما بال ورش لم يمد «موئلا» (١) وفيه حرف لين بعده همزة ك «سوء»؟

فالجواب أنه لمّا كانت الواو سكونها عارض لدخول (٢) الميم عليها، وأصلها الحركة في «وأل» إذا «لجأ» (٣) لم يمد ليفرّق بين ما أصله الحركة وبين مالا أصل له في الحركة ك «سوء». وأيضا فإنه فرق بين مدّ فاء الفعل وبين مدّ عين الفعل، فمدّ عين الفعل للزوم السكون لها، ولم يمدّ فاء الفعل إذ السكون لا يلزمها، والمدّ لا يكون إلا في ساكن أبدا.

«١٣» وحجة ابن كثير والرّقيّين (٤) عن أبي عمرو والحلواني (٥) عن


(١) تقدم هذا الحرف في الباب نفسه الفقرة «٥»، انظر التبصرة ١٦ /أ، والنشر ١/ ٣٤٣
(٢) ص: «بدخول».
(٣) وأل بمعنى لجأ، انظر القاموس المحيط «وأل».
(٤) الرقيون هم أبو شعيب السّوسي وأصحابه على ما ذكر مكي في التبصرة ٧ /أ.
فأما أبو شعيب فاسمه صالح بن زياد بن عبد الله، مقرئ، ضابط، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي وهو من أجلّ أصحابه، وروى القراءة عنه ابنه أبو المعصوم، وموسى بن جرير وأبو الحارث الطّرسوسي وغيرهم، وهو ثقة، (ت ٢٦١ هـ)، ترجم في تذكرة الحفاظ ٥٥٩، وطبقات القراء ١/ ٣٣٢
وأما أصحابه فأولهم موسى بن جرير النحوي أبو عمران، مقرئ، حاذق، أخذ القراءة عرضا عن السوسي وهو أجل أصحابه وعنه أحمد الكتاني والحسين ابن محمد وعبد الله السامري وغيرهم، (ت ٣١٦ هـ)، ترجم في تذكرة الحفاظ ٧٥٩، وطبقات القراء ٢/ ٣١٧
وابن السوسي واسمه محمد أبو المعصوم، مقرئ، حاذق، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبيه وهو ممن خلفه بها، قرأ عليه أبو الحسن ابن شنبوذ، ترجم في طبقات القراء ٢/ ١٥٥
(٥) واسمه أحمد بن يزيد، قرأ على أحمد بن محمد القوّاس وقالون، رحل إليه مرتين، وخلف وغيرهم، وعليه الفضل بن شاذان والعباس بن الفضل ومحمد ابن بسام وسواهم، صدوق، متقن، ضابط (ت ٢٥٠ هـ) ترجم في طبقات القراء ١/ ١٤٩