للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالساكن بعد حرف المد واللين، فليس، في كلام العرب، ساكن يلفظ به، إلا وقبله حرف متحرك، أو مدة على حرف مد، تقوم مقام الحركة، ألا ترى أن بعض العرب يحرك الساكن الذي قبل المشدد ليصل بالحركة إلى اللفظ بالمشدد، فآثر الحركة على زيادة المد فيقول في: دابّة، دأبة، وقد قرئ «ولا الضألين» أبدل من الألف همزة مفتوحة، ليصل بها إلى النطق باللام (١) المشددة (٢)، ومن هذا الباب في المد قوله: ﴿آللهُ﴾ «النمل ٥٩» و ﴿آلذَّكَرَيْنِ﴾ «الأنعام ١٤٤» لأنه أبدل من ألف الوصل ألف صحيحة (٣) ليفرّق بين الاستفهام والخبر، فلمّا أتى بعدها حرف مشدد لأجل إدغام لام التعريف فيما بعدها، زادوا في مدّ الألف، التي هي عوض من ألف الوصل، لتقوم المدة مقام الحركة، فيوصل بها إلى اللفظ بالمشدد (٤)، وقوي المد في ذلك، لأن لفظة الاستفهام، وليس في الكلام موضع يثبت لألف الوصل فيه عوض (٥) في الوصل غير هذا النوع «وايم الله» في الاستفهام وفي القسم (٦).

«١٧» وعلة ذلك أنك لو حذفت ألف الوصل في هذا، على أصل حذفها في الوصل في جميع الكلام، لم يكن بين الخبر والاستفهام فرق، لأن الخبر في هذا ألفه مفتوحة، والاستفهام ألفه مفتوحة، فلا يكون بينهما (٧) فرق، فأبدلوا من ألف الوصل ألفا صحيحة زائدة، ليفصل (٨) بين الاستفهام والخبر، فلمّا وقع بعدها


(١) ص: «إلى اللام».
(٢) قراءة «ولا الضألين» بالهمز لأيوب السّختياني انظر المحتسب ٤٦، وإعراب ثلاثين سورة ٣٤
(٣) ب: «صحيح» والأولى ما في: ص.
(٤) التبصرة ١٧ /أ، وإبراز المعاني ٨٩، والنشر ١/ ٣١٥، ٣٦٠
(٥) ص: «يثبت فيه ألف الوصل عوض».
(٦) اسرار العربية ٤٠٠، ٤٠٢.
(٧) قوله: «فرق لأن الخبر … بينهما» سقط من: ص، بسبب انتقال النظر.
(٨) ص: «ليفرق».