للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت الحركة في الميم، ليست بلازمة، أبقى المد على حاله، لسكون الميم وسكون الياء قبلها، وهو القياس، والاختيار في «الم. أحسب الناس» ومنهم من لا يمدّه، لأن الثاني قد تحرّك، فزال لفظ [الميم] (١) لالتقاء الساكنين وعليه أكثر القراء في «الم الله»، وهو الاختيار لإجماعهم على ذلك (٢).

«٢» فإن قيل: فلأيّ علة حركت الميم في «الم الله»، وما الفرق بينه وبين «الم. أحسب الناس»؟

«٣» فالجواب أن في حركة الميم في «الم الله» ثلاثة أقوال: الأول أنها فتحت لسكونها وسكون ما بعدها، وهو اللام المشددة، على نية الوصل بما بعدها، ووجبت الحركة فيها، لأنها ليست من حروف المدّ واللين، التي تمدّ للمشدد، فتقوم المدة مقام الحركة. والقول الثاني أنها فتحت لسكونها وسكون الياء قبلها، على نية وصلها بما بعدها، لا على نية الوقف عليها، فهي في هذا الوجه ك «أين، وكيف». والقول الثالث أنها ألقي عليها حركة الألف من اسم «الله» جل ذكره، على نية الوقف عليها، وقطع ألف اسم «الله» للابتداء بها، وعلى أن الألف من اسم «الله» ألف قطع، على قول ابن كيسان (٣)، وإنما وصلت عنده لكثرة الاستعمال، وكذا هي عنده (٤) في كل موضع، أصلها الهمزة والقطع، لكن رفض أصلها، ووصلت بما قبلها لكثرة الاستعمال فهي واللام بعدها بمنزلة «قد». فلما ألقيت حركة الهمزة على الميم تحركت، وصارت بمنزلة «الم.

أحسب الناس» في هذا الوجه على قراءة ورش، فأما الفرق، بين «الم الله» و «الم. أحسب الناس» لورش، فهو ما قدّمنا، من أن حركة الميم في


(١) تكملة لازمة من: ص.
(٢) التبصرة ١٨/ ١، والتيسير ٣٥، والنشر ١/ ٣٥٥
(٣) هو محمد بن أحمد بن كيسان أبو الحسن، كان قيّما بمذهب البصريين والكوفيين، أخذ عن المبرد وثعلب، وقال ابن مجاهد: كان انحى منهما، يعني المبرد وثعلبا، (ت ٢٩٩ هـ) ترجم في انباه الرواة ٣/ ٥٧، وبغية الوعاة ١/ ١٨
(٤) ص: «وكذلك القول عنده».
الكشف: ٥