للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«الم الله» تحتمل ثلاثة أوجه على ما ذكرنا، فهي متمكنة في الحركة، و «الم.

أحسب الناس» لا تحتمل حركة الميم في قراءة ورش، إلا وجها واحدا، وهو إلقاء حركة الهمزة عليها، فهي عارضة، فالمد فيه أقوى من المد في «الم الله» وبالمد قراءة ورش (١) فيهما (٢).

«٣» قال أبو محمد: فالمد في هذا الفصل، في أوائل السور لالتقاء الساكنين مشبع عند القراء كلهم، غير أن ما وقع بعده مشدد أمكن في المد، من الذي ليس بعده مشدد (٣) نحو: ﴿طسم﴾ «الشعراء ١» في قراءة من أدغم النون في الميم، هو أمكن مدّا من المد في قراءة من أظهر النون (٤) وكذلك المد في: ﴿كهيعص. ذِكْرُ﴾ «مريم ١، ٢» مد الصاد أشبع على قراءة من أدغم الدال، من هجاء صاد في الذال من «ذكر»، من مدّ من أظهر الذال (٥).

والعلة في ذلك أن المشدد حرف يقوم مقام حرفين، وفي زنة حرفين، فطال المد قبله باشتغال اللسان بإخراج حرف هو في الأصل حرفان.

وأيضا فإن جواز التقاء الساكنين إنما هو في الأصل للمشدد، وقيس عليه غير المشدد، فالأصل أقوى وأولى بالمد من الفرع، ومن القراء من يسوّي بينه وبين غير المشدد في المد (٦). وعلته في ذلك أن المد إنما وجب لاجتماع ساكنين،


(١) ص: «قرأت لورش».
(٢) التبصرة ١٨ /ب، والتيسير ٣٠، والنشر ١/ ٣٥٥
(٣) ص: «الذي لم يقع بعده غير مشدد».
(٤) الذين أدغموا في هذه السورة وفي القصص في الإدراج هم سوى حمزة وأبي جعفر انظر النشر ٢/ ١٨، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٠ /أ.
(٥) الذين أدغموا الدال في الذال هم أبو عمرو وحمزة والكسائي، انظر المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٣ /ب، والتيسير ٤٢، والنشر ١/ ٣٥٧، ٢/ ٤
(٦) هو ورش على ما ذكر ابن الجزري من رواية إسماعيل النحاس ومحمد القيرواني عن أصحابهما عن ورش، وكذا الداني جوّد الوجهين. وأما مكي فقد ذكر وجوه ما تقدم، لكنه آثر المد لجميعهم لأنه أقيس، انظر التبصرة ١٨ /ب، والنشر ١/ ٣٥٥، ٣٥٧، وانظر أيضا كتاب سيبويه ٢/ ٥٠٤