للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتقول «ليسوّ» فتقف على واو مشددة ساكنة ولا تمدّ، لأن الواو التي كانت ممدودة قد خالطتها حركة (١) عند إدغامها فيما بعدها، ولا يقع المدّ في متحرك، ولأنه منصوب، والأول أحسن لقبح إدغام حرف مد ولين فيما بعده لاجتماع الواوات (٢).

«٤» فإن قيل: كيف يقف حمزة على: ﴿السُّواى﴾ «الروم ١٠»؟

فالجواب فيه كالجواب فيما قبله، يلقي حركة الهمزة على الواو، ويحذف الهمزة، لأن الواو أصلية، فيقول: «السّوى». ولا يمدّ هذا لتحرّك الواو في اللفظ، لأن المد لا يقع في حرف متحرك، كانت حركته عارضة أو لازمة، ولك أن تبدل من الهمزة واوا تدغم فيها الواو، التي قبلها على التشبيه بالزائد، فتقول:

«السوّ». ولا تمدّ أيضا لتحرّك الواو التي كان المد فيها، والأول أحسن.

فأما مدّ الألف فلا يلزمه، وإن كانت ممدودة في الوصل، لأن المد فيها (٣) إنما كان لأجل الهمزة التي بعدها، وهي همزة (أن)، فلما وقفت على الكلمة الأولى زال المد، لزوال الهمزة وانفصالها عن حروف المد واللين، على ما قدّمنا في أبواب المد. فأما ورش فإنه يمد الألف للهمزة التي قبلها في الوقف.

«٥» فإن قيل: فكيف الوقف لحمزة وهشام على قوله تعالى:

﴿وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً﴾ «غافر ٥٨»؟

فالجواب أن تلقي حركة الهمزة على الياء، لأنها أصلية، إذ هي بدل من حرف أصلي، وهو الواو، ثم تسكن الياء للوقف، وإن شئت رمت الحركة أو أشممت، وتمدّ الياء على ما كانت في الأصل، لأنها لم تتغير عن لفظ السكون، وحذف الهمزة عارض، لكن إذا رمت الحركة كان المد أقل، لما فيها من الحركة


(١) ص: «قد تحركت».
(٢) التبصرة ٣٣ /ب، والتيسير ٣٨، والنشر ١/ ٤٥٢، ٤٦٧، وابراز المعاني ١٣٥
(٣) ب: «فيهما» وما في «ص» وجهه.