للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«فسل في وقف البزّي على «ما» (١) التي للاستفهام التي دخل (٢) عليها حرف جر».

«٦» اعلم أن «ما» التي للاستفهام، إذا دخل عليها حرف جر حذفت ألفها، للفرق بين الاستفهام والخبر، فتقول في الاستفهام «عمّ تسأل يا هذا» وفي الخبر «عما تسأل أسأل أنا» وتقول في الاستفهام: «لم تؤذونني» وتقول في الخبر: «لما آذيتني آذيتك»، فتحذف الألف في الاستفهام للفرق. فإذا وقفت على الميم، من «ما» [في] (٣) الاستفهام، وجب أن تحذف الفتحة، وهي دالة على الألف المحذوفة، فكره ذلك بعض العرب، فأدخل «هاء» في الوقف، لتثبت الفتحة ولا تحذف، فيكون في الكلام ما يدلّ على الالف المحذوفة، ولئلا يخلّ بالكلمة على قلة حروفها، فتحذف منها حرفا وحركة، وهي على حرفين، فتبقى على حرف واحد ساكن، ولتظهر (٤) الحركة، فيقوى الاسم، وتدلّ الحركة على المحذوف منه. وخصّ الوقف بذلك لأن الوصل تكون الميم فيه متحركة، وهي قراءة البزي عن ابن كثير، يقول في الوقف: «عمه، وبمه، وفيمه» (٥) وشبهه. فيأتي بها لبيان حركة الميم، وهذه الهاء هي هاء السّكت في: «كتابيه، وحسابيه» (٦) وشبهه، أتى بها لبيان حركة الياء، لأنها اسم على حرف واحد متحرك. فإذا سكن في الوقف ضعف كون اسم [الميم] (٣) على حرف ساكن،


(١) ص: «لم».
(٢) ص: «يدخل».
(٣) تكملة لازمة من: ص.
(٤) ص: «ساكن فقواها … في الوقف خاصة لضعف الاسم على حرف ساكن ولتظهر».
(٥) الأحرف على ترتيبها في سورة النبأ (آ ١)، في النمل (آ ٣٥)، في النازعات (آ ٤٣).
(٦) الحرفان في سورة الحاقة (آ ٢٠، ٢٦). وقد تقدّم الكلام على هذه الهاء في «باب علل نقل حركة الهمزة على الساكن قبلها لورش»، الفقرة «٧».