للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحمزة بين اللفظين، وفتح الباقون على الأصل، والعلة فيه ما ذكرنا من إمالة «النار والقرآن» (١).

«٦» ومن ذلك «الكافرين» (٢) إذا كان بالياء، أماله أبو عمر الدّوري [والكسائي] (٣) وقرأه ورش بين اللفظين. وعلة إمالته للكسر الذي وقع بعد الألف، وحسن ذلك لإتيان الراء بعد الفاء المكسورة مكسورة، وبعدها ياء، والياء من الكسرة، فتوالت الكسرات، فحسنت إمالته وقويت. وكذلك علة قراءته بين اللفظين على التوسط والفتح، وهو الأصل (٤).

«٧» ومن ذلك إمالة حمزة والكسائي ﴿أَوْ كِلاهُما﴾ (٥)، أمالاه للكسرة التي على الكاف، ولم يعتدّا (٦) باللام، لأن الحرف الواحد، لا يمنع، ولا يحجز.

وقد أمالت العرب الألف للكسرة التي قبلها، وقد حال بينهما حرفان نحو قولهم:

«لن تضربها، وتريد أن تنزعها»، فأمالوا المكسورة ولم يعتدّوا بالهاء لخفائها ولا بالباء ولا بالعين، لأنه حرف واحد، فكأنهم قالوا: لن تضربا وتريد أن تنزعا، فالهاء لغوّ وحرف لا يحجز (٧).

«٨» ومن ذلك ما تفرّد بإمالته حمزة من قوله تعالى: ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ﴾ «النمل ٣٩» أمال الألف، على أنها ألف فاعل، وأمال الهمزة لكسرة التاء في الموضعين في النمل (٨) ليعمل اللسان عملا واحدا في المتسفّل (٩). وقد روي


(١) التبصرة ٤١ /أ، والتيسير ٥١، والنشر ٢/ ٥٧، وانظر الفقرة «١» من «أقسام العلل».
(٢) الحرف في سورة البقرة (آ ١٩)
(٣) نكملة لازمة من: ص، انظر التيسير ٥٢
(٤) التبصرة ٤٠ /ب، والتيسير ٥٢، والنشر ٢/ ٥٩
(٥) الحرف في سورة الإسراء (آ ٢٣)
(٦) ب، ص: «يعتد» ورجحت إضافة الألف تصويبا.
(٧) التبصرة ٤١ /أ، ٤٤ /ب، والتيسير ٤٩، والنشر ٢/ ٦٣، وكتاب سيبويه ٢/ ٣١٤
(٨) الحرف الثاني هو (آ ٤٠)
(٩) ب: «المستقبل» وتصويبه من: ص.