للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطيب الإمالة مع الكاف على كل حال، وقد أضاف قوم إلى هاء التأنيث، في الإمالة، إمالة ما قبل هاء السكت في «كتابيه، وحسابيه» (١) وهو (٢) غلط، لا يجوز ذلك، لأن هاء السكت لا تنقلب تاء في الوصل، ولا تشبه الألف، ولا أصل لما قبلها في الإمالة.

فإن وقع قبل هاء التأنيث ألف، منقلبة عن واو، فلا سبيل إلى الإمالة نحو:

«الزكاة، والصلاة» (٣). وعلة ذلك أنك لو أملت ما قبل هاء التأنيث في هذا لأملت الألف، ولم تقدر على إمالة الألف حتى تميل الفتحة، التي قبلها نحو الكسرة، فيخرج الأمر إلى حكم آخر، وهو حكم إمالة ذوات الواو، وذلك غير مروي عن أحد، ويصير إلى إمالة ألف منقلبة عن واو ثالثة، وهذا غير جائز، إذ لا علة توجب الإمالة: لا كسرة، ولا أصل في الياء، ولا روي عن أحد.

فأما «الحياة» (٤) فلو رويت إمالة الألف لجاز ذلك، لأنه من الياء، وتكون إمالته من إمالة ذوات الياء، وليس من إمالة ما قبل هاء التأنيث في (٥) شيء، لأنك لو أملته نحوت بالألف نحو الياء، والفتحة التي قبلها نحو الكسرة، ولكن لم ترو إمالته عن أحد، وذلك ليتبع به نظائره نحو: «الصلاة، والزكاة» (٦).

«٣» فإن قيل: قد ذكرت أن هاء التأنيث لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا أبدا، وهذه قبلها ساكن؟

فالجواب أن هذه الألف التي قبل هاء التأنيث في «الحياة، والزكاة،


(١) تقدّم ذكر هذين الحرفين أولهما في «علل نقل حركة الهمزة على الساكن قبلها»، الفقرة «٧».
(٢) ب: «وهذا» ورجحت ما في: ص.
(٣) الحرفان في سورة البقرة (آ ٤٣، ٣).
(٤) الحرف في سورة البقرة (آ ٨٥).
(٥) ب: «من» وتصويبه من: ص.
(٦) التبصرة ٤٦ /أ، والتيسير ٥٤، والنشر ٢/ ٨٢، وإيضاح الوقف والابتداء ٤٠٠، وكتاب سيبويه ٢/ ٣٣٧