للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوجه الثاني أن يكون من «صبا، يصبو» إذا فعل ما لا يجب له فعله، كما يفعل الصبي، فيكون في الاعتلال، قد حذف لامه في الجمع، وهي واو مضمومة في الرفع، وواو مكسورة في الخفض والنصب، فجرى الاعتلال على إلقاء حركة الواو على الياء، وحذف الواو الأولى لسكونها وسكون واو الجمع أو يائه بعدها، فهي في الاعتلال مثل اعتلال قولك: رأيت الغازين، وهؤلاء الغازون، فقسه عليه (١).

«٤١» قوله: (هزوا، وكفوا، وجزءا) (٢) قرأ حمزة بإسكان الزاي والفاء، وضمّها الباقون، وكلهم همز إلا حفصا، فإنه أبدل من الهمزة واوا مفتوحة، على أصل التخفيف، لأنها همزة مفتوحة، قبلها ضمة (٣)، فهي تجري على البدل كقوله: «السفهاء لا» في قراءة الحرميين وأبي عمرو (٤)، كذلك يفعل حمزة، إذا وقف كأنه يعمل الضمة التي كانت على الزاي والفاء في الأصل، وكان يجب عليه، على أصل التخفيف، لو تابع لفظه، أن يلقي حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها، كما يفعل في «جزءا» فقال في الوقف «جزا»، فكان يجب أن يقول: «كفا، وهزا» لكنه رفض ذلك، لئلا يخالف الخط، فأعمل الضمة الأصلية، التي كانت على الزاي والفاء في الهمزة، فأبدل منها واوا مفتوحة، ليوافق الخط، ثم يأتي بالألف، التي هي عوض من التنوين، بعد ذلك.

وكل القراء أسكن الزاي من «جزءا» إلا أبا بكر فإنه ضمّها. فأما «جزء» المرفوع (٥) فأبو بكر يضم الزاي وحده، وكلّهم همزه إلا حمزه وهشاما إذا وقفا،


(١) الحجة في القراءات السبع ٥٧، وزاد المسير ١/ ٦١، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧ /ب، والكشف في نكت المعاني والإعراب ٧ /أ.
(٢) والحرفان الآخران أولهما في سورة الإخلاص (آ ٤) والثاني في البقرة (آ ٢٦٠) وتقدّم ذكر هذه الأحرف في الصفحتين ٨٥، ١١٦
(٣) التبصرة ٥١ /أ، والتيسير ٧٤، والنشر ١/ ٣٨٩
(٤) الحرف في سورة البقرة (آ ١٣) انظر التيسير ٣٣
(٥) الحرف في سورة الحجر (آ ٤٤).