للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«٣٩» فمن همز جعله من «صبأ الرجل في دينه» (١) إذا خرج منه وتركه. ومنه قولهم: صبأ ناب الصبي، إذا طلع. وصبأت النجوم إذا ظهرت. فالصابيء التارك لدينه، الخارج منه. فلام الفعل همزة. فكذلك يجب أن تكون في الصابئين.

«٤٠» فأما من لم يهمز فهو على أحد وجهين، إما أن يكون خفّف الهمزة على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة، أو واوا مضمومة، في الرفع، فلمّا انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء، استثقالا للضمّ على حرف (٢) علة، فاجتمع حرفان ساكنان، فحذف الأول لالتقاء الساكنين، وهذا الحذف، والاعتلال كالحذف، والاعتلال في «العاصين والعاصون» فقسه عليه. وكذلك أبدل منها ياء، في النصب، مكسورة، ثم حذف الكسرة، لاجتماع ياءين الأولى مكسورة، فاجتمع له ياءان ساكنتان (٣)، فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين، فقال:

«الصابين». والبدل في مثل هذا، للهمزة في التخفيف، مذهب (٤) الأخفش وأبي (٥) زيد (٦). فأما سيبويه فلا يجيز البدل في المتحركة ألبتة، إلا إذا كانت مفتوحة وقبلها ضمة أو كسرة. وقد ذكرنا ذلك وبيّناه، فإن وقع في شعر أجازه سيبويه (٧).


(١) تفسير غريب القرآن ٥٢، والقاموس المحيط «صبأ».
(٢) ص: «للضم على الباء فقال الصابون وكان أصله الصابيون لكن لما أبدل من الهمزة ياء مضمومة وألقى حركتها على حرف».
(٣) ب: «ساكنان» ورجحت ما في: ص.
(٤) ب: «فهو مذهب» ورجحت طرح الضمير كما في: ص.
(٥) ب: «وأبو» ورجحت ما في: ص.
(٦) اسمه سعيد بن أوس الأنصاري، عالم بالنحو واللغة، أخذ عن أبي عمرو، وعنه أبو عبيد وأبو حاتم وسواهما، وكان سيبويه يصفه بالثقة، (ت ٢١٥) هـ، ترجم في أنباه الرواة ٢/ ٣، ونزهة الالباء ١٢٥، وطبقات القراء ١/ ٣٠٥
(٧) كتاب سيبويه ٢/ ١٩٠