للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبي عمرو (١). فأما الهمزة الثانية التي بعد الألف فهي همزة ثابتة، بدل من ياء «فعيل» ك «صديق وأصدقاء» فلا اختلاف في همزه إلا لحمزة وهشام فإنهما إذا وقفا يبدلان من الهمزة ألفا، لأنهما يقفان بالسكون، ثم يحذفان إحدى (٢) الألفين لاجتماعهما، على ما قدّمنا من الاختلاف في ذلك (٣). وتمدّ إن قدّرت الألف الثانية هي المحذوفة، ولا تمد إن قدّرت الأولى هي المحذوفة. وكان الأصل أن يجعلاها في التخفيف بين الهمزة والواو، في حال روم الحركة، إذا كانت الهمزة مضمومة، وبين الهمزة والياء، إذا كانت الهمزة مكسورة، لكن يؤدي ذلك إلى مخالفة الخط، فيرجع إلى السكون والبدل. وقد بيّنا هذا فيما تقدّم، وزدناه بيانا في هذا الموضع. فأما إذا كانت الهمزة مفتوحة فبالإسكان تقف، ثم تبدل من الهمزة ألفا، على ما ذكرنا، لأن الفتح خفيف، فترك الرّوم فيه القراء. وترك الهمز، في هذا الباب كله، أحب إليّ لأنه أخفّ، ولإجماع القراء عليه، ولما روي عن النبي من كراهة همز «النبي» (٤)، وهو اختيار أبي عبيد. ويجوز أن يكون من لم يهمز جعله من «النباوة»، وهي الارتفاع، فيكون لا أصل له في الهمز (٥).

«٣٨» قوله: (والصابئين، والصابئون) (٦) قرأه نافع بغير همز، وهمزه الباقون (٧).


(١) الحرف في سورة البقرة (آ ٢٨٢) انظر التيسير ٣٢
(٢) ب: «أحد» وتصويبه من: ص.
(٣) التيسير ٣٨
(٤) ب: «همزة النبيين» ووجهه كما في: ص. وأما الأثر المروي في ذلك فهو: «يا نبيء الله، قال: لست بنبيء الله، ولكني نبي الله» وراويه هو حمران بن أعين الكوفي ذكره الذهبي وذكر أن ابن معين قال فيه: ليس بشيء، وأن أبا حاتم قال: شيخ، وأن أبا داود قال: رافضي. والنسائي: ليس بثقة. انظر ميزان الاعتدال ١/ ٦٠٤، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٥/ ٣، «وفيه شرح».
(٥) الحجة في القراءات السبع ٥٧، وزاد المسير ١/ ٩٠، والمختار في معانى قراءات أهل الأمصار ٧ /ب، والكشف في نكت المعاني والإعراب ٧ /أ.
(٦) الحرف الثاني في سورة المائدة (آ ٦٩).
(٧) التبصرة ٥١ /أ، والتيسير ٧٤، والنشر ١/ ٣٩١