للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الاستثقال، ولو حذفت لذهبت الدلالة، والتاء الأولى هي المحذوفة عند الكوفيين لزيادتها.

«٤٨» وعلة من شدّد أنه كره الحذف. فأدغم التاء الثانية في الظاء، فزال لفظ التكرير، وحسن، الإدغام لأنك تبدل من التاء في الإدغام حرفا أقوى من التاء، وهو الظاء (١).

«٤٩» قوله: ﴿أُسارى تُفادُوهُمْ﴾ قرأ حمزة «أسرى» على وزن «فعلى»، وقرأ الباقون «أسارى» على وزن «فعالى»، وقرأ نافع وعاصم والكسائي «تفادوهم» بضم التاء وبالألف، وقرأ الباقون «تفدوهم» بفتح التاء [وإسكان الفاء] (٢) من غير ألف.

«٥٠» وعلة من قرأ «أسرى»، على «فعلى»، أنه جمع أسير ك «جريح، وقتيل» بمعنى مأسور ومجروح ومقتول. فلمّا كان «جريح وقتيل» يجمعان على «فعلى»، ولا يجمعان على «فعالى»، فعل ب «أسير» ذلك، فهو أصله، وبه قرأ الحسن وابن وثّاب وابن أبي إسحاق والنّخعي (٣) وطلحة وعيسى والأعمش.

«٥١» وحجة من قرأ «أسارى» على [وزن] (٤) «فعالى» أنه شبّهه ب «كسالى»، وذلك أن الأسير، لمّا كان محبوسا عن كثير من تصرّفه، صار كالكسلان، الذي حبسه الكسل عن كثير من تصرفه، فلمّا اشتبها في هذا المعنى حملا في الجمع على بناء واحد، فجمع «كسلان» على «كسلى» وهو باب


(١) الحجة في القراءات السبع ٦٠، وزاد المسير ١/ ١١١، والكشف في نكت المعاني والإعراب ٩ /ب، وكتاب سيبويه ٢/ ٤٩٣، ٥١٣
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس، أبو عمران، الإمام الكوفي، قرأ على الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس، وعليه الأعمش وطلحة بن مصرّف، (ت ٩٦ هـ)، ترجم في طبقات ابن سعد ٦/ ٢٧٠، والجرح والتعديل ١/ ١٤٤/١
(٤) تكملة موافقة من: ص.