للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسير، وجمع «أسير» على «أسارى»، وهو باب «كسلان». فكل واحد محمول على الآخر.

«٥٢» وعلة من قرأ «تفادوهم» بألف وضمّ التاء أنه بناه على أصل المفاعلة من اثنين لأن كل واحد من (١) الفريقين يدفع من عنده من الأساري ويأخذ من عند الآخرين من الأسرى فكل واحد مفاد فاعل، والفاعلان بابهما المفاعلة.

وأيضا فإن المفاعلة قد تكون من واحد، فيكون [معناه] (٣) معنى قراءة من قرأ بغير ألف، فيتفق معنى القراءتين. فأما من قرأه بفتح التاء، من غير ألف، فإنه بناه على أن أحد الفريقين يفدي أصحابه من الفريق الآخر، بمال أو غيره، من عرض. وكذلك العادة في المغلوب، هو يفدي ما أخذ له الغالب. فالفعل من واحد، إذ لا يكون كل واحد من الفريقين غالبا، وإنما تحمل المفاعلة على القراءة بالألف أن لكل (٣) واحد من الفريقين أسيرا فيفادي كل واحد [منهما] (٢) ويدفع ما عنده من الأسرى بما عند الفريق الآخر من الأسرى. ويجوز أن يكون تقاتلا فغلب أحدهما الآخر، وأسر الغالب، ثم تقاتلا فغلب المغلوب وأسر، ثم تفادوا. وإنما أسروا أسرى هؤلاء وأسرى هؤلاء. والاختيار «أسارى» على «فعالى» و «تفدوهم» بغير ألف لما ذكرنا من العلة، ولأن القراءتين قد ترجعان إلى معنى، ولأن أكثر القراء على ذلك. وبذلك قرأ مجاهد وابن محيصن والأعرج وشبل، وبه قرأ قتادة وأبو عبد الرحمن وغيرهم. وكان أبو عمرو يقول: الأسرى الذين جاؤوا مستأمنين، والأسارى الذين في الوثاق والسجون أخذوا قسرا (٤).

«٥٣» قوله: (تعملون. أولئك) قرأه الحرميان وأبو بكر بالياء،


(١) ص: «منهما من».
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) ب: «كل» وتصويبه من: ص.
(٤) الحجة في القراءات السبع ٦١. وتفسير النسفي ١/ ٦٠