للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر (١) أن النبي أتى مقام إبراهيم، فسبقه إليه عمر، فقال عمر: يا رسول الله، هذا مقام أبيك إبراهيم الذي قال الله:

واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؟ قال النبي: نعم هذا مقام أبينا إبراهيم الذي قال الله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، (٢) فسئل مالك أهكذا قرأ رسول الله : واتّخذوا، قال: نعم (٣). يعني بكسر الخاء، على الأمر.

وروى أبو عبيد عن جابر بن عبد الله أن النبي استلم الحجر، ورمل ثلاثة أشواط، ومشى أربعة حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلّى خلفه ركعتين، وقرأ ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى﴾ (٤)، وقال أبو عبيد: فلا أعلمه قرأها في حديثه، إلاّ بكسر الخاء، وكسر الخاء على الأمر هو الاختيار، لما ذكرنا عن النبي في ذلك، ولأن عليه جماعة القراء، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم وغيرهما، وهي قراءة العامة في أكثر الأمصار. وأسند القراءة بها أبو حاتم إلى النبي وإلى عمر. وبذلك قرأ أبو جعفر يزيد وعطاء وابن محيصن وشبل والأعرج وطلحة والأعمش والجحدري وابن وثّاب وأصحاب ابن مسعود (٥).


(١) هو جابر بن عبد الله الذى روى مسلم من طريقه غير حديث في حجة النبي . مفتي المدينة في زمانه، وآخر من شهد بيعة العقبة، حمل عن رسول الله علما كثيرا، وشهد الخندق وبيعة الرضوان، (ت ٧٨ هـ) ترجم في تذكرة الحفاظ ٤٣
(٢) ذكره ابن كثير عن ابن أبي حاتم بالطريق نفسه انظر تفسير ابن كثير ١/ ١٦٩
(٣) ذكره أيضا ابن كثير بالطريق نفسه ثم قال: هكذا وقع في هذه الرواية وهو غريب، وقد روى النّسائي من حديث الوليد بن مسلم نحوه، انظر الإحالة المتقدمة.
(٤) انظر الفقرة نفسها الملاحظة «٣».
(٥) التبصرة ٥٣ /أوالحجة في القراءات السبع ٦٤، وزاد المسير ١/ ١٤٢، وتفسير ابن كثير ١/ ١٦٨، وتفسير النسفي ١/ ٧٤، وإيضاح الوقف والابتداء ٥٣٢، والنشر ٢/ ٢١٤