للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى «فعل» لكن باب «فعول» اكثر من باب «فعل» في الاستعمال، يقول:

رجل ضروب وشكور، فهو أكثر من قولك: رجل حذر. والقراءتان متوازنتان، لكن حذف الواو أخفّ في القراءة، وإثباتها أكثر في الاستعمال لنظائره (١).

«٧٦» قوله: (هو موليّها) قرأه ابن عامر بالألف بعد اللام، وقرأ الباقون بالياء.

«٧٧» ووجه القراءة بالألف أنه جعل الفعل للمفعول، فهو فعل لم يسمّ فاعله، فعدّى الفعل إلى مفعولين: الأول قام مقام الفاعل، مستتر في «موليّها» وهو ضمير «هو»، والثاني الهاء في «موليّها»، تعود على الوجهة، أي:

الله يوليّه إياها، والهاء والألف لوجهة، والتقدير: ولكل فريق وجهة الله موليها إياه. ويجوز أن يكون الضمير المرفوع لكبرائهم وساداتهم، هم يولونهم إياها، كما قال عنهم: ﴿إِنّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا﴾ «الأحزاب ٦٧» وبالألف قرأ ابن عباس وأبو رجاء.

«٧٨» ووجه القراءة بالياء أنه بنى الفعل للفاعل، وهو الله جلّ ذكره، والمفعول الثاني محذوف تقديره: ولكل فريق وجهة الله موليّها إياه. فالقراءتان ترجعان إلى معنى، ودلّ على ذلك قوله: ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها﴾ «١٤٤»، ويجوز في هذه القراءة، أن يكون الضمير المرفوع، ويكون التقدير: هو موليّها نفسه، وحسن حذف المفعول الثاني، لتقدّم ذكره في أول الكلام، والاختيار القراءة بالياء لإجماع القراء على ذلك، وعليه قراءة العامة في الأمصار (٢).

«٧٩» قوله: ﴿يَعْمَلُونَ﴾ «١٤٤»، ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ﴾ «١٤٥» قرأه ابن


(١) زاد المسير ١/ ١٥٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠ /ب.
(٢) الحجة في القراءات السبع ٦٧، وزاد المسير ١/ ١٥٩، وتفسير ابن كثير ١/ ١٩٤، وتفسير النسفي ١/ ٨٢، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٩ /أ.