للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولى به، لأن الشرط لا يكون إلا بمستقبل، فطابق (١) بذلك بين اللفظ والمعنى، والتقدير: فمن تطوّع فيما يستقبل خيرا فهو خير له، فإن الله شاكر لفعله، عليم به.

«٨٧» ووجه القراءة، بالتاء وفتح العين، أنه استغنى بحرف الشرط عن لفظ الاستقبال، لأن حرف الشرط يدل على الاستقبال، فأتى بلفظ الماضي، وكان ذلك أخفّ من لفظ المستقبل، الذي تلزمه الزيادة والإدغام والتشديد، والماضي في موضع جزم بالشرط. ويجوز في هذه القراءة أن تكون خبرا غير شرط، و «من» بمعنى الذي. والماضي، لفظه كمعناه، ماض أيضا، والمعنى: فالذي تطوع فيما مضى خيرا فإن الله شاكر لفعله عليم به، و «فهو خير له» أي: مؤخر له، ولا يكون للماضي موضع الإعراب على هذا، والاختيار القراءة بالتاء وفتح العين، لأنها أعم، إذ تحتمل معنيين، ولأن [أهل] (٢) الحرمين وعاصما عليها، ولخفّتها (٣)، وهي اختيار أبي حاتم وأبي عبيد (٤).

«٨٨» قوله: (الرّياح) قرأه حمزة والكسائي بالتوحيد، ومثله في الكهف والجاثية (٥)، ووافقهما ابن كثير على التوحيد أيضا في الأعراف والنمل وفاطر، والثاني من الرّوم (٦) وقرأه (٧) الباقون بالجمع في السبعة، وتفرّد نافع بالجمع في إبراهيم والشورى (٨)، وتفرّد حمزة بالتوحيد في سورة


(١) ب: «وطابق» وبالفاء وجهه كما في: ص.
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) ص: «عليهما، ولخفتهما».
(٤) زاد المسير ١/ ١٦٤، وتفسير النسفي ١/ ٨٥، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٩ /ب.
(٥) الحرفان هما (آ ٤٥، ٥)، وسيأتي نظائره في سورة الأعراف، الفقرة «٢٧» وإبراهيم، الفقرة «٣»، والملائكة، الفقرة «١» والشورى، الفقرة «٢».
(٦) الأحرف على ترتيب ذكرها: (آ ٥٧، ٦٣، ٤٨، ٩).
(٧) ب: «وقرأ» ورجحت ما في: ص.
(٨) الحرفان هما (آ ١٨، ٣٣).