للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«١١٠» قوله: «موص» قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بفتح الواو مشدّدا، حملوه على «وصّى به» وعلى «توصية» ف «موص» اسم فاعل من «وصّى» ومن «توصية». وقد تقدّم ذكر هذا في ﴿وَوَصّى بِها إِبْراهِيمُ﴾ (١) وقرأ الباقون: «(موص)» بإسكان الواو مخفّفا، حملوه على «أوصى» وعلى «يوصي» و «يوصون» فهو اسم فاعل من «أوصى يوصي» لكن في التشديد معنى التكرير والتكثير. والقراءتان متكافئتان حسنتان، [لكل] (٢) واحدة منهما شاهد، قد أجمع عليه، وكان التخفيف أحبّ إليّ، لأن أكثر القراء عليه، ولأنه أخفّ على القارئ (٣).

«١١١» قوله: ﴿فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ قرأ نافع وابن ذكوان «فدية طعام» بالإضافة، وقرأ الباقون بالتنوين في «فدية»، وبرفع «الطعام»، وقرأ نافع وابن عامر «مساكين» بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد منوّنا مخفوضا (٤) بالإضافة (٥).

«١١٢» ووجه القراءة بالإضافة أنه سمّى الطعام الذي يفدى به الصيام فدية، ثم أضافه إلى طعام، وهو بعضه، فهو من باب إضافة بعض إلى كل، مثل هذا: خاتم حديد، وثوب خزّ، مع ما أن الإضافة أخف من غير أن ينقص المعنى.

«١١٣» ووجه القراءة بغير إضافة أنه سمى الشيء الذي يفدى به الصيام فدية، ثم أبدل الطعام منها، بدل الشيء من الشيء، وهو هو، فبيّن الله به (٦) من أي نوع هي، أبا لطعام أو غيره (٧)، وهو الاختيار لأن المعنى عليه.


(١) راجع الفقرة «٧٣» من هذه السورة.
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) التبصرة ٥٤ /ب، وزاد المسير ١/ ١٨٣، وتفسير النسفي ١/ ٩٣، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٢ /أ.
(٤) ب، ص: «منون مخفوض» فصوبته.
(٥) زاد المسير ١/ ١٨٦، وتفسير ابن كثير ١/ ٢١٥
(٦) ص: «فبين الفدية».
(٧) لفظ «أو غيره» سقط من: ص.