للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفتح المصدر، والكسر الاسم. قال أبو زيد: الحجة السنة، والحجج السنون.

قال الله: ﴿ثَمانِيَ حِجَجٍ﴾ «القصص ٢٧»، وقيل: هما لغتان بمعنى (١).

«٦٥» قوله: ﴿وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾ قرأهما حفص وحمزة والكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء. والمشهور عن أبي عمرو التاء.

«٦٦» وحجة من قرأهما بالتاء أنه ردّه على الخطاب الذي قبله في قوله:

﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ «١١٠» - وما تفعلوا من خير، وأيضا فقد أجمعوا على الخطاب في قوله:

﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾ «الإسراء ٧» وعلى قوله: ﴿وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ﴾ «البقرة ٢٧٢»، وعلى قوله: ﴿وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ﴾ «البقرة ١٩٧» وهو كثير، أتى على الخطاب، فجرى هذا على ذلك.

«٦٧» وحجة من قرأ بالياء أنه ردّه على لفظ الغيبة، الذي هو أقرب إليه من لفظ الخطاب، وهو (٢) قوله: (و ﴿مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ ﴿. يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ «١٣، ١٤» - وما يفعلوا، فذلك كلّه لفظ غيبة متصل به، ليس بينهما حائل، فذلك أولى به من الخطاب، الذي بعد عنه. وأيضا فقد قال ابن مسعود وابن عباس: إذا اختلفتم في الياء والتاء فاقرؤوا بالياء، ولولا أن (٣) الجماعة على التاء، لكان (٤) الاختيار الياء، لصحة معناه، ولقربه من لفظ الغيبة، واتصاله بألفاظ كلّها للغائب (٥).


(١) التيسير ٩٠، وزاد المسير ١/ ٤٢٧، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢٠ /أ، وتفسير النسفي ١/ ١٧٢، والقاموس المحيط «حج».
(٢) لفظ «وهو» سقط من: ص.
(٣) ب: «لان» وصوبته من: ص.
(٤) ب: «لكن» وتصويبه من: ص.
(٥) زاد المسير ١/ ٤٤٤، وتفسير ابن كثير ١/ ٣٩٧، وتفسير النسفي ١/ ١٧٧