للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«٦٨» قوله: ﴿لا يَضُرُّكُمْ﴾ قرأه الكوفيون وابن عامر بفتح الياء والتشديد، وضمّ الضاد والراء، وقرأ الباقون بفتح الياء، وكسر الضاد، والتخفيف، والجزم، وهما لغتان: ضرّه يضرّه، وضاره يضيره. وقال الله جل ذكره: ﴿قالُوا لا ضَيْرَ﴾ «الشعراء ٥٠» فهذا من: ضاره يضيره. وقال:

﴿ما لا يَضُرُّهُمْ﴾ «يونس ١٨» فهذا من: ضره يضره. والتشديد كثير في الاستعمال والقراءة، والجزم على جواب الشرط، والضمّ على إتباع الضمّ الضم، وهو مجزوم أيضا. حكى النحويون: لم أردها، بضمّ الدال، وهو مجزوم، لكنه أتبع حركته الدال، لمّا احتاج إلى تحريكها، حركة ما قبلها، وهو الراء، كذلك فعل في الراء لمّا احتاج إلى تحريكها، أتبعها ما قبلها، وهو حركة الضاد. وقد قيل: إن ضمة الراء، في قراءة من شدّد، إعراب، والفعل مرفوع على إضمار الفاء، وذلك قليل في الكلام. والاختيار التخفيف، لخفته وأنها لغة موازية للتشديد، لأن أهل الحرمين عليه مع أبي عمرو (١).

«٦٩» قوله: (منزلين) شدّده ابن عامر، وقرأه الباقون بالتخفيف.

وهما لغتان. من شدّده جعله من «نزّل» ومن خفّفه جعله من «أنزل». وفي التشديد معنى التكرير، والتخفيف الاختيار لأن الجماعة عليه (٢).

«٧٠» قوله: (مسوّمين) قرأه ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بكسر الواو، وفتح الباقون.

«٧١» وحجة من كسر الواو أنه أضاف الفعل إلى الملائكة، فأخبر عنهم أنهم سوّموا الخيل. والسومة العلامة تكون في الشيء بلون يخالف لونه ليعرف بها، ويقوّي ذلك أنه روي أن النبي قال يوم بدر: «سوّموا فإن


(١) زاد المسير ١/ ٤٤٨، وتفسير النسفي ١/ ١٧٨، وأدب الكاتب ٣٧٠، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٣٩ /ب، والقاموس المحيط «ضر».
(٢) ص: «لأن عليه الجماعة»، وانظر الحجة في القراءات السبع ٨٩، وزاد المسير ١/ ٤٥١، وتفسير النسفي ١/ ١٨٠، والنشر ٢/ ٢٣٤