للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهمزة، فتحركت بالفتح، كما كانت حركة الهمزة فقلبت ألفا، وصارت الهمزة ساكنة كما كانت الياء ساكنة (١)، فاجتمع ساكنان الألف والهمزة، فكسرت الهمزة لالتقاء الساكنين، وبقيت إحدى الياءين متطرّفة، فزالت حركتها، كما تذهب من «قاض» في الرفع والخفض، فتبقى الياء ساكنة، والتنوين ساكن، فتحذف الياء لالتقاء الساكنين، فتصير ك «فاعل» من: جاء وشاء تقول: جاء وشاء في الرفع والخفض ك «قاض وعال»، ويجب على هذا القول أن يوقف عليه بغير نون. وقد روي ذلك عن أبي عمرو، والعمل على الوقف عليه بالنون، في جميع القراءات، اتباعا لخط المصحف. وقد قيل: قراءة ابن كثير محمولة على أنه فاعل من «الكون»، وهو بعيد في المعنى، لأنه لا يدلّ على «كم». وأيضا فإن بعده «من» لازمة له، و «من» لا تصحب «كأن» ولا تلزمها. وأيضا فإنه، لو كان فاعلا من الكون، لأعرب، ولم يبن على السكون.

«٧٧» ووجه القراءة بتشديد الياء، وتقديم الهمزة، أنها «أيّ» دخلت عليها كاف التشبيه، وكثر استعمالها بمعنى «كم»، فجعلت كلمة واحدة، وجعل التنوين نونا أصلية، فوقف عليها بالنون. وقد كان قياسا أن يوقف بغير نون، كما يوقف على «أي» حيث وقعت. و «كأين» في القراءتين في موضع رفع بالابتداء، و «قتل معه ربّيون» [الخبر إلا أن تجعل «قتل معه ربيون»] (٢) صفة ل «نبي»، فتضمر خبرا ل «كاين»، وتقديره: وكاين من نبي هذه صفته في الدنيا أو مضى، ونحو ذلك من الإضمار، وليس للتشبيه (٣) في الآية ل «كاين» معنى، لأن الكاف قد جعلت مع أيّ كلمة واحدة، ونقلت عن معنى التشبيه إلى معنى «كم» التي للتكثير ولزمتها «من» (٤).


(١) قوله: «كما كانت الياء ساكنة» سقط من: ص، بسبب انتقال النظر.
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) ص: «في التشبيه».
(٤) معاني القرآن ١/ ٢٢٧، وإيضاح الوقف والابتداء ٥٨٥، وتفسير غريب القرآن ١١٣، وزاد المسير ١/ ٤٧١، وتفسير ابن كثير ١/ ٤١٠، وتفسير النسفي ١/ ١٨٦، ومغني اللبيب ١٨٦، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٤٠ /ب.