للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«٧٨» قوله: (قاتل معه) قرأه الكوفيون وابن عامر بألف، من القتال، وقرأه الباقون «قتل»، من القتل.

«٧٩» ووجه القراءة بالألف أنه يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون قد أسند الفعل الذي هو القتال إلى النبي ، ويكون «معه ربيون» ابتداء وخبرا، وترفع «ربيون» بالظرف، والجملة صفة ل «نبي» في الموضعين. ويجوز أن تكون الجملة في موضع الحال من المضمر في «قاتل»، والهاء في «معه» تعود على ذلك المضمر، وإذا جعلته صفة ل «نبي» كانت تعود على «نبي»، ودلّ المعنى على أن «الربيين» قاتلوا أيضا مع (١) قتال النبي، وحسن ذلك لما روي عن الحسن وغيره أنه قال: ما قتل نبي قطّ في قتال. وكان إضافة القتال إليه أولى من إضافة القتل إليه.

«٨٠» والوجه الثاني أن يكون قد أسند الفعل إلى «الربيين» دون النبي، فأخبر عنهم بالقتال دون النبي، فيكون «قاتل معه ربيون» صفة ل «نبي» و «ربيون» مرفوعون بفعلهم.

«٨١» ووجه القراءة بغير ألف أنه يحتمل أيضا وجهين: أحدهما أن يكون فعلا، وما بعده صفة للنبي، والفعل مسند إلى النبي بدلالة قوله:

﴿أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ﴾ «١٤٤» فأخبر أن النبي قد يقتل، وقد قال تعالى:

﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ﴾ «البقرة ٦١»، وقال: ﴿فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ﴾ «البقرة ٩١»، وهذا من قتل النبي في غير قتال، فحمل ذلك على هذا المعنى، أنه قتل في غير قتال. وسياق الكلام في قوله: ﴿فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾، وقوله: «وَثَبِّتْ أَقْدامَنا» «١٤٧» يدلّ على أن القتل والقتال كان في الحرب في سبيل الله.

«٨٢» والوجه الثاني أن «قتل» وما بعده صفة أيضا للنبي (٢)، والفعل مسند إلى «ربيين»، فهم في هذا الوجه مرفوعون ب «قتل»، على المفعول،


(١) لفظ «مع» سقط من: ص.
(٢) قوله: «والفعل مسند .. أيضا للنبي» سقط من: ص، بسبب انتقال النظر.