وهي تامة إلا ورقة واحدة هي تتمة «باب حكم الوقف على اللام» ومبدأ سورة البقرة والحرف الأول فيها، وهو قوله تعالى: ﴿وَما يَخْدَعُونَ﴾ حتى ذكر الحرف الثاني، وهو قوله تعالى: ﴿بِما كانُوا يَكْذِبُونَ﴾، على البيّن من الإشارة إلى ذلك في حاشية التحقيق. وأظن أن هذا الخرم لسقوط ورقة من الأصل المخطوط لكثرة ما آلت إليه النسخة من التنقل بدأ بمكة المكرمة وانتهى ببرلين، فماذا عسى أن يلحقها من عوارض في هذه الرحلة؟.
وتقع في: ٢٤٨ ورقة سوى أوراق كتاب «الإبانة» التي ألحقت بالنسخة، وهي تقع في: ١٤ ورقة، في كل صفحة ٢٥ سطرا، وفي كل سطر ١٦ كلمة.
وخطها مغربي أندلسي نسقا واحدا كلها، واضحته، لا اضطراب فيه.
وتاريخ نسخها ثامن ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وأربعمائة للهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين. فهي منسوخة في حياة المؤلف رحمه الله تعالى، قبل وفاته بثلاثة أعوام، وتمّ نسخها على ما ذكر الناسخ نفسه بمكة المشرفة بالديار الحجازية، ويستفاد من عبارة الناسخ أن بعضا من الناس كلّفه نسخها.
وأما الناسخ فاسمه عبد الله بن محمد بن محمد الفهري، وقد بحثت في أغلب التراجم والسير لأفوز بترجمة له تفي بقصد الكشف عن منزلته العلمية التي تعيّن لنا مقدار جهده في نسخه الكتاب، وما يمكن أن يكون استفاده من نسخ أخرى اعتمدها في نسخه، عارض بها نسخته التي كتبها ورجع إليها. فكان أنّ ما وقفت عليه من ذلك كله ترجمتان تكمّل إحداهما الأخرى على قصرهما وقلة فحواهما من المادة التي نحتاج إليها في ذلك.
فأما أولاهما فتفيد أنه من أهل تطيلة، حافظ، متقدم، عالم، فاضل، صالح، متدين، وصفه بذلك ابن حبيش، وذكره ابن حارث أيضا. وكانت له رحلة (١).