للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كله يدل على السلام (١).

«٦٥» قوله: (غير أولي الضّرر) قرأ الكسائي ونافع وابن عامر بالنصب، على الاستثناء من القاعدين، لأنه ثبت أنه نزل بعد نزول (لا يستوي القاعدون). فلو كان صفة لم يكن النزول فيهما إلا في وقت واحد، فلمّا نزل (غير أولي الضرر) في وقت بعد وقت نزل «لا يستوي القاعدون» علم أنه استثناء، إذ لو كان صفة لنزل مع القاعدين في وقت، وقد ثبت أنهما نزلا في وقتين. وروى زيد (٢) بن ثابت أن ابن أمّ مكتوم الأعمى لمّا نزل «لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون، قال: يا رسول الله هل من رخصة، وشكا ضرره فأنزل الله (غير أولي الضرر) فجعلت بعد القاعدين. وذكر أبو حاتم أن النبي قرأه بالنصب، وبه قرأ زيد بن ثابت وأبو جعفر وشيبة وأبو الزّناد (٣) وشبل وابن الهادي (٤) وهو أحب إليّ، وهو اختيار أبي عبيد والطبري وأبي طاهر. وقرأ الباقون بالرفع على أن «غير» صفة ل «القاعدين»، كما قال:

﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ «الفاتحة ٧» فأتت [غير] (٥) صفة ل «الذين»، إذ لا يقصد بهم قصد أشخاص بأعيانهم، فاللفظ لفظ المعرفة، والمعنى معنى


(١) ص: «الإسلام»، انظر الحجة في القراءات السبع ١٠١، وزاد المسير ٢/ ١٧٠، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢٦ /أ، وتفسير ابن كثير ١/ ٥٣٩، وتفسير النسفي ١/ ٢٤٤، وتفسير غريب القرآن ١٣٤
(٢) ص: «عن زيد».
(٣) هو عبد الله بن ذكوان، محدّث كبير، وفقيه أهل المدينة، (ت ١٣١ هـ)، ترجم في الجرح والتعديل ٢/ ٤٩/٢، وميزان الاعتدال ٤/ ٥٢٦، وتذكرة الحفاظ ١٣٤
(٤) هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي أبو عبد الله المدني، روى عن ثعلبة ابن أبي مالك، وله رؤية، وعمير مولى أبي النجم ومعاذ بن رفاعة وعبد الله بن خباب وعبد الله بن دينار وسواهم، وعنه شيخه يحيى بن سعيد الأنصاري وإبراهيم ابن سعد ومالك والليث بن سعد، وثقه ابن معين والنسائي وابن حبّان، (ت ١٣٩ هـ)، ترجم في تهذيب التهذيب ١١/ ٣٣٩
(٥) تكملة موضحة من: ص.