للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٢٢» قوله: ﴿أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ﴾، ﴿فَأَنَّهُ غَفُورٌ﴾ قرأ نافع وابن عامر وعاصم «أنه» بالفتح، وقرأ عاصم وابن عامر «فأنه غفور» [بالفتح] (١)، وقرأ الباقون بالكسر فيهما.

وحجة من كسر «إنه من عمل» أنه جعله تفسيرا للرحمة، فسّرها بالجملة التي بعدها و «أن» تكون مكسورة إذا دخلت على الجمل.

«٢٣» وحجة من كسر «فإنه غفور» أنّ ما بعد الفاء حكمه الابتداء والاستئناف، فكسر لذلك، لأن حكم «إن» في الابتداء والاستئناف الكسر.

«٢٤» وحجة من فتح «أنه من عمل» أنه جعل «أن» بدلا من «الرحمة» على بدل الشيء من الشيء، وهو هو، فأعمل فيها «كتب»، كأنه قال: كتب ربكم على نفسه «أنه من عمل».

«٢٥» وحجة من فتح «فأنه غفور» أنه أضمر خبرا مقدّما، ورفع «ان» بالابتداء، لأن ما بعد الفاء مبتدأ (٢)، كأنه قال: فله أنه غفور له، أي فله غفران الله، ويجوز رفع «أن» بالظرف المضمر، ويجوز أن يضمر مبتدأ تكون «أن» خبره، تقديره: فأمره غفران ربه له، وقد قيل: إن «أن» الثانية تأكيد وتكرير للأولى (٣).

«٢٦» قوله: ﴿وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ﴾ قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بالياء، ورفع «السبيل»، حملوه على تذكير السبيل، إذ قد أضافوا (٤) الفعل إليه فرفعوه (٥) به، و «السبيل» تذكر وتؤنث قال الله تعالى ذكره: ﴿وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ﴾


(١) تكملة موضحة من: ص.
(٢) ب: «يبتدأ» وتصويبه من: ص.
(٣) ب: ص «للأول» فوجهته بما يقيم العبارة، انظر إيضاح الوقف والابتداء ٦٣٣، وتفسير الطبري ١١/ ٣٩٢، ومعاني القرآن ١/ ٣٣٦، وتفسير القرطبي ٦/ ٤٣٦، والحجة في القراءات السبع ١١٤، وزاد المسير ٣/ ٤٩، وتفسير النسفي ٢/ ١٤، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٦٨ /أ.
(٤) ب: «أضاف» وتصويبه من: ص.
(٥) ب: «فرفعه» وتصويبه من: ص.