للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في الوصل، لأنها هاء سكت، إنما جيء بها في الوقف خاصة، لبيان حركة الدال، فلا وجه لإثباتها في الوصل، لأن الدال متحركة فيه، فهي كألف الوصل التي (١) جيء بها للابتداء، ولا حظّ لها في الوصل، فمن أثبت الهاء في الوصل كمن همز ألف الوصل في الوصل، وهي أيضا على مذهب البصريين كألف «أنا» التي تحذف في الوصل، وتثبت في الوقف، لبيان حركة النون، وقرأ الباقون بالهاء في الوصل، على نية الوقف، لا على نية الإدراج اتباعا لثباتها في الخط، وإنما تثبت في الخط ليعلم أن الوقف بالهاء، لئلا (٢) تثبت في الوصل، وأجاز ابن الأنباري (٣) أن تكون الهاء كناية عن المصدر، فيصح إثباتها في الوصل وتسكن كما أسكنت في ﴿يُؤَدِّهِ﴾ «آل عمران ٧٥» ﴿وَنُصْلِهِ﴾ «النساء ١١٥» على قراءة من أسكنها، وقد حكى ابن الأنباري أن من العرب من يثبت هاء السكت في الوصل والوقف، بنوا الوصل على الوقف غير أن ابن ذكوان يصل الهاء بياء وهشام بكسرها، كأنهما جعلا الهاء لغير السكت، جعلاها كناية عن المصدر، والفعل يدل على مصدره، كأنه في التقدير «اقتد الاقتداء» ففيه معنى التأكيد، كأنه قال:

فبهداهم اقتد اقتد، ثم جعل المصدر عوضا من الفعل الثاني، لتكرّر اللفظ فاتصل بالفعل الأول فأضمر، فجاز كسر الهاء، وصلتها بياء، على ما يجوز في هاء الكناية (٤).


(١) لفظ «التي» سقط من: ص.
(٢) ب: «لا لأن» وتصويبه من: ص.
(٣) هو محمد بن القاسم أبو بكر، من أعلم أهل الكوفة بالنحو والأدب، سمع إسماعيل القاضي وأحمد بن الهيثم والكديمي وروي عنه أبو عمر بن حيوية وأبو الحسين بن البواب وأبو الحسن الدارقطني (ت ٣٢٨ هـ) ترجم في تاريخ بغداد ٣/ ١٨١، وأبناه الرواة ٣/ ٢٠١
(٤) راجع سورة البقرة، الفقرة «١٦٩ - ١٧١»، وانظر سورة الزلزلة بأولها، وتفسير الطبري ٥/ ٤٦٠، ومعاني القرآن ١/ ١٧٢، وإيضاح الوقف والابتداء ٣٠٣ - ٣١١، ٤٦٦، والتيسير ١٠٥، والحجة في القراءات السبع ١٢٠، وزاد المسير ٣/ ٨١، وتفسير النسفي ٢/ ٢٢، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٧٠ /ب.