للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«الميتة» وجعل «كان» بمعنى «حدث ووقع» تامة، لاتحتاج الى خبر، فرفع «ميتة» بفعلها.

«٧٦» وحجة من قرأ بالياء ورفع «ميتة»، وهو ابن كثير، أنه ذكّر لمّا كان تأنيث «الميتة» غير حقيقي، ولأن «ميتة وميتا» بمعنى، وجعل «كان» تامة غير محتاجة إلى خبر، بمعنى «حدث ووقع»، فرفع «ميتة» بها كالأول.

«٧٧» وحجة من قرأ بالياء والنصب، وعليه أكثر القراء، وهو الاختيار أنه ذكّر الفعل لتذكير «ما» في قوله: ﴿ما فِي بُطُونِ﴾ لأن الفعل ل «ما» وجعل «كان» ناقصة، تحتاج إلى خبر، فأضمر فيها اسمها، وهو ضمير «ما» في قوله: ﴿وَقالُوا ما فِي بُطُونِ﴾ ونصب «ميتة» على خبر «كان»، والتقدير: وإن يكن ما في بطون الأنعام ميتة فهم في أكله شركاء.

«٧٨» وحجة من قرأ بالتاء ونصب «ميتة» وهو أبو بكر أنه أنّث، لتأنيث معنى «ما» (١)، لأنها هي «الميتة» في المعنى، ف «ما» في المعنى مؤنثة، ألا ترى أن الخبر عنها مؤنث، في قوله: ﴿خالِصَةٌ﴾، فلمّا كانت «كان» تدخل على الابتداء والخبر، وهو (٢) الابتداء أنّث لفظ الفعل حملا على معنى «ما»، وصيّر ما في كان اسم كان و «ميتة» خبرها (٣).

«٧٩» قوله: ﴿قَتَلُوا﴾ قرأه ابن كثير وابن عامر بالتشديد، وخفّف الباقون (٤) وقد تقدّم ذكر علته، وفي التشديد معنى التكرير (٥).


(١) لفظ «ما» سقط من: ص.
(٢) ب: «والخبر والخبر هو» وتوجيهه من: ص.
(٣) الحجة في القراءات السبع ١٢٦، وزاد المسير ٣/ ١٣٣، وتفسير النسفي ٢/ ٣٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٣٧ /ب، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٧٤ /ب.
(٤) ص: «وقرأ الباقون بالتخفيف».
(٥) راجع سورة آل عمران، الفقرة «٩٤»، وسيأتي في سورة براءة، الفقرة «٢٨».