للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الباقون بضم الراء وإسكان الشين، وقرأ أبو عمرو في الكهف «رشدا» (١) بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضمّ الراء وإسكان الشين (٢)، وهما لغتان في الصلاح والدين. وقد قيل: إن من فتح الراء والشين أراد به الدين لأن قبله ذكر الغي، والدين ضد الغي، وقد أجمعوا على الفتح في قوله: ﴿تَحَرَّوْا رَشَداً﴾ «الجن ١٤» أي: دينا، ومثله: ﴿وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً﴾ «الكهف ١٠» أي: دينا، ومن ضم الراء أراد الصلاح، كذا حكى أبو عمرو في الفتح والضم، والمعنيان متقاربان، لأن الدين الصلاح، والصلاح هو الدّين (٣).

«٤٣» قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا﴾ قرأ ذلك حمزة والكسائي بالتاء في الفعلين، على الخطاب لله جلّ ذكره، وفيه معنى الاستغاثة (٤) والتضرع والابتهال في السؤال والدعاء، وبنصب «ربنا» على النداء، وهو أيضا أبلغ في الدعاء والخضوع، وقرأ الباقون بالياء في الفعلين على الخبر عن غائب، وفيه معنى الإقرار بالعبودية، وقرأوا «ربنا» بالرفع، لأنه الفاعل، ولولا أن الجماعة على الياء والرفع لاخترت القراءة بالتاء والنصب، لما ذكرت من صحة معناه في الاستكانة والتضرع (٥).

«٤٤» قوله (قوله) من حليّهم) قرأ حمزة والكسائي بكسر الحاء، وقرأ الباقون بالضم.

وحجة من ضمّ الحاء أنه جمع «حليا» على «فعول»، ككعب وكعوب وأصله «حلوي»، فأرادوا إدغام الواو في الياء للتخفيف فأبدلوا من ضمة اللام


(١) حرفها هو: (آ ٦٦)، وسيأتي فيها، الفقرة «٣٥».
(٢) قوله: «وقرأ أبو عمرو .. الشين» سقط من: ر.
(٣) زاد المسير ٣/ ٢٦١، والنشر ٢/ ٢٦٢، وتفسير النسفي ٢/ ٧٧، وكتاب سيبويه ٢/ ٢٦٨
(٤) ب، ر: «الاستكانة» ورجحت ما في: ص.
(٥) زاد المسير ٣/ ٢٦٣، وتفسير ابن كثير ٢/ ٢٤٧، وتفسير النسفي ٢/ ٧٨