للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كسرة، ليصح انقلاب الواو إلى الياء، وليصح الإدغام، كما فعلوا في «مرمي (١)» وبابه، فبقيت الحاء مضمومة على أصلها، فصار «حلي» كما ترى (٢).

«٤٥» وحجة من كسر الحاء أنه لمّا كسر اللام، وأتى بعدها ياء مشددة، أتبع الحاء ما بعدها من الكسرة والياء، فكسرها، ليعمل اللسان عملا واحدا في الكسرتين، والياء بعدها، والضم هو الاختيار، لأنه الأصل، ولأن عليه أكثر القراء.

«٤٦» قوله: ﴿ابْنَ أُمَّ﴾ وفي طه: ﴿يَا بْنَ أُمَّ﴾ (٣) «٩٤» قرأهما ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي بكسر الميم، وقرأ الباقون بالفتح.

وحجة من فتح أنه جعل الاسمين اسما واحدا لكثرة الاستعمال بمنزلة خمسة عشر، وبناه على الفتح، فالفتحة في «ابن أم» كفتحة التاء في خمسة عشر. وقد قيل: إن من فتح أراد، يابن أمي، ثم أبدل من كسرة الميم فتحة، فانقلبت الياء ألفا، ثم حذفت استخفافا لكثرة الاستعمال، ولأن الفتحة تدل على الألف، وفيه بعد، لأن ياء الإضافة لا تحذف في غير المنادى، ولا يحذف ما هو عوض منها إلا في النداء، وليس «أم» بمنادى، فإنما يجوز هذا على قول من قال: مررت بغلام يا هذا، يريد: بغلامي، ثم حذف الياء لدلالة الكسرة عليها، وهذا قليل جائز، والإثبات أكثر، وقد أجازوا: مررت بالقاض، وجاءني القاض، من غير ياء، لأن الياء قد كانت محذوفة للتنوين قبل دخول الألف واللام، فلمّا دخلتا حذف [التنوين] (٤) وبقيت الياء على حذفها، فليس قولك: جاءني غلام، ومررت بغلام، مثل ما فيه الألف واللام في جواز (٥) حذف الياء، وقد حذفت الياء، وهي لام الفعل في نحو: ﴿يَوْمَ يَأْتِ﴾ «هود ١٠٥»، و ﴿نَبْغِ﴾ «الكهف ٦٤» وحذفت، وهي للإضافة في نحو: ﴿أَلاّ تَتَّبِعَنِ﴾ «طه ٩٣» ﴿إِنْ تَرَنِ﴾


(١) ب: «مرضي» وتصويبه من: ص، ر.
(٢) قوله: «كما ترى» سقط من: ر.
(٣) سيأتي ذكره في سورته، الفقرة «٣٠».
(٤) تكملة لازمة من: ر.
(٥) ب: «جواب» وتصويبه من: ص، ر.