للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على «أنفسكم» هو متاع الحياة الدنيا، وذلك متاع، والرفع الاختيار، لصحته في الإعراب، ولأن الجماعة عليه (١).

«١١» قوله: (قطعا مّن الليل) قرأه ابن كثير والكسائي بإسكان الطاء، وفتحها الباقون.

وحجة من فتح أنه جعله جمع «قطعة» ك «دمنة ودمن»، ففيه معنى المبالغة في سواد وجوه الكفار، ويكون «مظلما» حالا من «الليل»، ولا يكون حالا من «القطع»، ولا من الضمير في الليل، لأن ذلك جمع و «مظلما» واحد.

«١٢» وحجة من أسكن أنه أجراه على التوحيد، على أنه بعض الليل.

فيكون «مظلما» صفة ل «قطع»، أو حالا من الضمير في «من الليل» (٢).

«١٣» قوله: ﴿هُنالِكَ تَبْلُوا﴾ قرأه حمزة والكسائي بتاءين، جعلاه من «التلاوة» منهم لأعمالهم، وهي القراءة لها من كتاب أعمالهم، فهم يقرؤونها يوم القيامة، دليله قوله: ﴿فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ﴾ «الإسراء ٧١» وقوله:

﴿اقْرَأْ كِتابَكَ﴾ «الإسراء ١٤» وقوله: ﴿مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها﴾ «الكهف ٤٩» ويجوز أن يكون «تتلو» من «تبع يتبع»، فيكون المعنى: هنالك تتبع كل نفس ما أسلفت من عمل. وقرأ الباقون «تبلو» بالباء من «الابتداء»، وهو الاختيار، أي: هنالك تختبر كل نفس ما أسلفت لها من عمل، أي: تطّلع عليه لتجزى به، وقد تقدّمت الحجة في


(١) تفسير مشكل إعراب القرآن ١٠٢ /أ - ب، ومعاني القرآن ١/ ٤٦١، وتفسير الطبري ١٥/ ٥٤، والحجة في القراءات السبع ١٥٦، وزاد المسير ٤/ ٢٠، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٤٧ /ب - ٤٨ /أ، وتفسير النسفي ٢/ ١٥٩.
(٢) تفسير مشكل إعراب القرآن ١٠٣ /ب، وزاد المسير ٤/ ٢٦، وتفسير غريب القرآن ١٩٦، وتفسير النسفي ٢/ ١٦١، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٤٨ /أ.