للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لَكُمْ﴾ «الأنفال ٢٩» و ﴿يَقُولُ لَهُ﴾ «البقرة ١١٧» وشبهه (١)، فبقيت الهاء ساكنة، وأول المدغم ساكن، فكسر الهاء لالتقاء الساكنين.

«١٧» وحجة من كسر الياء مع كسر الهاء أنه لمّا كسر الهاء (٢)، لالتقاء الساكنين، على ما ذكرنا، أتبع حركة الياء الهاء، وحركة الدال، ليعمل اللسان في ثلاث كسرات عملا واحدا.

«١٨» وحجة من اختلس الحركة في الهاء أنه لمّا ألقى حركة التاء على الهاء اختلسها، ولم يشبعها، إذ ليست بأصل على الهاء (٣)، وليبيّن أنها حركة لغير الهاء، ولم يمكنه إبقاء الهاء ساكنة لسكون أول المدغم، فلم يكن بدّ من إلقاء حركة التاء، فاختلسها، لتخلص الهاء من السكون، وليدل أنها ليست بأصل في الهاء، فتوسّط حالة بين حالتين، كالذي يقرأ في الحروف الممالة بين اللفظين. فأمّا ما روي عن قالون وعن أبي عمرو، من إسكان الهاء، فهو بعيد ضعيف، لا يجوز إلا في شعر نادر، والمشهور عنهما الاختلاس وإخفاء الحركة، والإخفاء مثل الاختلاس في العلة المذكورة، والقراءة فيه على معنى «يهتدي» أحب إليّ، لتمكن معناها، ولأن الجماعة عليه، ولأنه أبلغ في ذم آلهتهم، وقد تقدّم ذكر «كلمات» في موضعين في هذه السورة (٤)، و ﴿يَحْشُرُهُمْ﴾ «٤٥» الثاني في هذه السورة، وذكرنا ﴿وَلكِنَّ النّاسَ﴾ «٤٤» و (ألآن) في موضعين في هذه السورة «٥١، ٩١»، كله قد مضى بحجته، فأغنى ذلك عن إعادته (٥).


(١) قوله: «اللذين أدغم .. وشبهه» سقط من: ص.
(٢) قوله: «وحجة من كسر … الهاء» سقط من: ص.
(٣) قوله: «وحركة الدال … الهاء» سقط من: ص.
(٤) ب: «الصورة» وتصويبه من: ص، ر.
(٥) راجع هذه المواضع على ترتيب ذكرها سوى «كلمات» إذ تقدّمت الإشارة إليها، سورة الأنعام، الفقرة «٦٩»، وسورة البقرة، الفقرة «٥٨ - ٦٠»، و «باب علل نقل حركة الهمزة على الساكن قبلها لورش»، الفقرة «٥»، وانظر الحرف المذكور في معاني القرآن ١/ ٤٦٤، وتفسير الطبري ١٥/ ٨٧، ٨٩، والتبصرة ٧٦ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٠٤ /أ، وزاد المسير ٤/ ٣٠، وتفسير النسفي ٢/ ١٦٣.