للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القرآن مائة آية وثلاث عشرة آية، والقرآن لا تثبت فيه الزيادة إلا بالإجماع الذي يقطع على غيبه، ولا إجماع في هذا، بل الإجماع قد سبق في الصدر الأول من الصحابة، وفي الصدر الثاني من التابعين على ترك القول بهذا (١).

«٤» فإن قيل: فما علة من أسقط التسمية بين كل سورتين ولم يثبت التسمية إلا في أول قراءته، وهو حمزة؟.

فالجواب أنه لما كانت «بسم الله الرحمن الرحيم» ليست بآية من كل سورة عنده وعند جماعة الفقهاء أسقطها في وصله السورة بالسورة، لئلا يظن ظانّ أنها آية من أول كل سورة، فالقرآن (٢) عنده كله كالسورة الواحدة، فكما لا يفصل بين بعض سورة (٣) وبعض بالتسمية كذلك لا يفصل بين سورة وسورة (٤) بالتسمية (٥). فأما ثباتها في المصحف فإنما ذلك ليعلم فراغ سورة وابتداء أخرى.

«٥» فإن قيل: فما حجة من فصل (٦) بين كل سورتين بسكت (٧)؟


(١) تقدمت الإحالة على مصادره في الفقرة الأولى من هذا الباب الملاحظة (٧)، ولكن ما يرويه مسلم بسنده عن أنس نفى فيه انه سمع رسول الله يقرا البسملة، وكذلك لم يسمع أبا بكر وعمر وعثمان، انظر كتاب الصلاة - باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة، والحديث مروي عن ابن عبد الله بن مغفل عند الخمسة، ذهب عبد الله بن مغفل صاحب رسول الله إلى اعتباره حدثا، قال الترمذي بعد أن روى الحديث: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن. والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين، انظر سنن الترمذي الجزء الأول «باب ما جاء في ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.»، والمستدرك الجزء الأول كتاب فضائل القرآن، وفضائل القرآن «باب فضل فاتحة الكتاب».
(٢) ص: «والقرآن».
(٣) ب: «وسورة» وتوجيهها من: ص.
(٤) ص: «وسورة الأنفال فأما إثباتها».
(٥) التبصرة ١٢/ ١، والتيسير ١٧، والنشر ١/ ٢٥٨
(٦) ص: «يفصل».
(٧) هو مذهب أبي عمرو وابن عامر وورش ومعهم يعقوب إذ اختلف عنهم بين الوصل والسكت والبسملة واختلف عن خلف بين الوصل والسكت، أنظر التبصرة ١٢/ ١، والتيسير ١٨، والنشر ١/ ٢٥٩