للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شيء. وعن عثمان أيضا أنه قال (١): لم يبيّن لنا رسول الله في براءة شيئا، وكانت قصتها تشبه قصة الأنفال، وكانت من آخر ما نزل (٢). فلذلك لم يكتب بينهما «بسم الله الرحمن الرحيم». وقال أبيّ بن كعب (٣): كان رسول الله يأمرنا في أول كل سورة ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ولم يأمر في سورة «براءة» بشيء (٤). فلذلك ضمت إلى الأنفال، ولم يكتب بينهما «بسم الله الرحمن الرحيم» وكانت أولى بها لشبهها بها، وقال المبرّد (٥): إنما لم تكتب «بسم الله الرحمن الرحيم» [في أول براءة] (٦) لأن «بسم الله الرحمن الرحيم» خير و «براءة» (٧) أولها وعيد ونقض للعهود (٨). وقال عاصم: لم يكتب «بسم الله الرحمن الرحيم» أول (٩) «براءة» لأنها رحمة، و «براءة» عذاب (١٠)


(١) ص: «شيء وعنه قال».
(٢) فضائل القرآن ٧٦ /ب، ١٠٦ /ب، والناسخ والمنسوخ ١٥٨، والبرهان في علوم القرآن ١/ ٢٦٢، وذكر ابن كثير في تفسيره وابن حجر في فتح الباري، أن أحمد وأصحاب السنن وابن حبّان والحاكم خرّجوا هذا الحديث، والنشر ١/ ٢٦٣
(٣) هو سيد القراء وأقرأ هذه الأمة، قرأ على الرسول ، وقرأ عليه نفر من الصحابة والتابعين، اختلف في زمن وفاته ومنه (ت ٢٣ هـ) ترجم في طبقات ابن سعد ٢/ ٣٤٠، والجرح والتعديل ١/ ١ / ٢٩٠، والإصابة ١/ ١٦
(٤) زاد المسير ٣/ ٣٩٠
(٥) محمد بن يزيد أبو العباس، النحوي، صاحب «الكامل في الأدب»، وروى القراءة عن المازني وعنه أبو طاهر الصيدلاني، (ت ٢٨٦ هـ) ترجم في مراتب النحويين ٨٣، وطبقات القراء ٢/ ٢٨٠
(٦) تكملة لازمة من: ص.
(٧) قوله: «خير وبراءة» سقط من: ص.
(٨) ذكر هذا الوجه ابن الجوزي أيضا عن محمد بن الحنفية وعن سفيان ابن عيينة، انظر زاد المسير ٣/ ٣٩٠، والبرهان في علوم القرآن ١/ ٢٦٢
(٩) ص: «في أول».
(١٠) فضائل القرآن ٦١ /أ، والدر المنثور ٣/ ٢٠٧