للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال (١) ابن لهيعة (٢): يقولون «براءة» من الأنفال فكذلك لم يكتب أولها «بسم الله الرحمن الرحيم». وقاله الليث (٣)، وقال ابن عجلان (٤): بلغني أن «براءة» كانت تعدل سورة البقرة أو قريبا منها، فلذلك لم يكتب في أولها «بسم الله الرحمن الرحيم»، يريد ابن عجلان أنه نسخ منها ما نقص منها (٥).

«٨» قال أبو محمد: فإن سأل سائل فقال: فما اختيارك في التسمية بين كل سورتين وتركها؟.

فالجواب أن الذي أختاره لنفسي أن أفصل بين كل سورتين بالتسمية اتباعا لخط المصحف، ولقول عائشة: «اقرؤوا ما في المصحف» (٦) ولإجماع أهل الحرمين وعاصم على ذلك، فإجماعهم (٧) على القراءة حجة أعتمد عليها في أكثر هذا الكتاب،


(١) قوله: «وقال ابن لهيعة» إلى ما قبل كلامه على قوله (مالك يوم الدين) اختلط في «ص»، وهو في وجه الورقة الرابعة منها.
(٢) هو عبد الله بن لهيعة، قاضي مصر وعالمها ومحدّثها، حدث عن عطاء ابن أبي رباح وعبد الرحمن الأعرج وعمرو بن شعيب وغيرهم، وعنه ابن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وسواهم، قدّمه أحمد والثوري، وضعفه القطان وجماعة، (ت ١٧٤ هـ) ترجم في تذكرة الحفاظ ٢٣٧.
(٣) هو الليث بن سعد، شيخ الديار المصرية وعالمها، حدث عن عطاء بن أبي رباح ونافع العمري والزهري وغيرهم، وعنه ابن وهب وسعيد بن أبي مريم ومحمد بن عجلان، إمام، حجة، (ت ١٧٥ هـ) ترجم في تذكرة الحفاظ ٢٢٤.
(٤) هو محمد بن عجلان، روى عن ابيه وأنس وعكرمة وسواهم، وعنه السفيانان وبشر بن المفضل والقطّان وآخرون، وثّقه ابن عيينة وغيره، (ت ١٤٨ هـ) ترجم في تذكرة الحفاظ ١٦٥
(٥) زاد المسير ٣/ ٣٩٠، والدر المنثور ٣/ ٢٠٧
(٦) تقدمت الإشارة اليه في الفقرة «٥».
(٧) ب: «فاجتماعهم» وتوجيهه من: ص.