للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«البقرة ١٠٢» يقال: اتّبعت القوم إذا أسرعت نحوهم وقد سبقوك وأتبعت القوم إذا ذهبت معهم، ولم يسبقوك، وتبعت القوم مثل ذلك.

«٥٤» وحجة من همز وخفّف أنه بناه على «أفعل» منقول من «فعل» جعله يتعدّى إلى مفعولين، زاد مفعولا لدخول الهمزة، كما قال الله جلّ ذكره: ﴿وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً﴾ «القصص ٤٢». فأما قوله:

﴿فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ﴾ «الشعراء ٦٠» فالمفعول الثاني محذوف، والتقدير:

فأتبعوهم جنودهم مشرقين. ومثله في حذف المفعول قوله: ﴿لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً﴾ «الكهف ٢»، أي لينذركم، أو لينذر الناس بأسا، أي: ببأس. ومثله قوله:

﴿لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً﴾ «الكهف ٩٣» في قراءة من ضمّ الياء، أي:

لا يكادون يفقهون الناس قولا، وهو كثير، والتقدير في قراءة الهمز: فاتبع سببا سببا، أو اتبع أمره سببا. وقد أجمعوا على: ﴿فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ﴾ «الحجر ١٨» بالهمز، والتقدير: فأتبعه شهاب مبين الإحراق أو المنع للاستراق.

والقراءتان متعادلتان (١).

«٥٥» قوله: ﴿فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ قرأه ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي «حامية» على وزن «فاعلة» غير مهموز. وقرأه الباقون «حمئة»، على وزن «فعلة» مهموزا.

وحجة من قرأ بغير همز أنه جعله اسم فاعل، فبناه على «فاعله»، مشتقا من «حمي يحمى». فهو في المعنى: في عين حارة. ويجوز أن تكون الياء بدلا من همزة، فيكون «فاعلا» من الحمأة. وروي أن النبي قال لأبي ذرّ (٢): «أتدري أين تغرب هذه، يريد الشمس، فقال أبو ذرّ:


(١) الحجة في القراءات السبع ٢٠٤، وزاد المسير ٥/ ١٨٥، وتفسير النسفي ٣/ ٢٣.
(٢) هو جندب بن جنادة، الصحابي الجليل، أحد السابقين الأولين، روى عنه ابن عباس وأنس بن مالك وابن عمر وسواهم، شهد فتح بيت المقدس مع أمير المؤمنين عمر، (ت ٣٢ هـ) ترجم في طبقات ابن سعد ٤/ ٢١٩، والجرح والتعديل ١/ ٥١٠/١، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٣١.