للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان أصله «ومسحه» فأدغم الحاء في الهاء، والسين ساكنة، فجمع بين ساكنين، ليس الأول حرف لين، وهو قليل بعيد.

«٧١» وحجة من خفّفه أنه لمّا كان الإدغام في هذا يؤدي إلى جواز ما لا يجوز، إلا في شاذ من الشعر (١) من التقاء الساكنين، ليس الأول حرف لين، ولم يمكن إثبات التاء، إذ ليست في الخط، ولم يمكن إلقاء حركتها على السين، لأنها زائدة، لا تتحرك. فلم يبق إلا الحذف، فحذفها للتخفيف، ولزيادتها، ولموافقة الخط، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه (٢).

«٧٢» قوله: ﴿جَعَلَهُ دَكّاءَ﴾ قرأه الكوفيون بالمدّ، ولم يمدّه الباقون، وقد تقدّمت علته في الأعراف (٣). وإن من قصره جعله مصدر دكة، ودلّ جعله على دكة، فعمل (٤) في «دكا» ويجوز أن يكون مفعولا به، على تقدير حذف مضاف، أي: جعله ذا دكّ. ويجوز أن يكون نصبه على الحال، فيكون (٥) مصدرا في موضع الحال، أي: جعله مدكوكا.

ومن مدّه قدّر حذف مضاف، تقديره: جعله مثل دكاء، وإنما احتجت إلى هذا الإضمار لأن الجبل مذكّر، فلا يحسن وصفه بدكاء، وهو مؤنث، والدّكاء الناقة التي لا سنام لها. فالتقدير: فإذا جاء وعد ربي جعله مستويا (٦).

«٧٣» قوله: ﴿قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي﴾ قرأه حمزة والكسائي


(١) ص: «شاذ العرب».
(٢) التبصرة ٨٦ /أ، والحجة في القراءات السبع ٢٠٧ - ٢٠٨، والنشر ٢/ ٣٠٣.
(٣) راجع السورة المذكورة، الفقرة «٣٨، ٣٩».
(٤) ب: «فيعمل» وتصويبه من: ص، ر.
(٥) ب، ر: «يكون» وبالفاء وجهه كما في: ص.
(٦) الحجة في القراءات السبع ٢٠٨، وتفسير غريب القرآن ٢٧١، وزاد المسير ٥/ ١٩٥، وتفسير ابن كثير ٣/ ١٠٥، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٦٥ /أ.
الكشف: ٦، ج ٢.